للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٤ - وسمعتُ إسحاق أيضًا يقول: " إذا استفتحت الصلاةَ فقُل: وجَّهْتُ وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفًا وما أنا من المُشركين إلى آخر الآية (١). وهو أحبُّ إلي من: سُبحانك اللهم وبحمدك، لما صحَّ ذلك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنْ جمعهما جميعًا فهو أحب إلي (٢)، لما ذكر ذلك في حديث المصريين: من حديث اللَّيث بن سعد، عن سعيد بن يزيد , عن الأعرج , عن عُبيد الله بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه (٣)، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه جمعهما " (٤).


(١) رواه مسلم في صحيحه، مرجع سابق، ح ٧٧١، كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، ١/ ٥٤٣، بسياق أطول من هذا.
(٢) ينظر الكوسج، مرجع سابق، ١٨٦، وقد اختار الجمع بينهما ابن هبيرة وابن تيمية.
ينظر: ابن مفلح، الفروع، مرجع سابق، ٢/ ١٦٩، المرداوي، الإنصاف، مرجع سابق، ٣/ ٤٢٦.
(٣) سنده:
١ - الليث بن سعد المصري: ثقةٌ ثبتٌ فقيهٌ إمامٌ مشهور. تقدمت ترجمته في المسألة رقم (٧٥).
٢ - سعيد بن يزيد الحِميري القِتْباني، أبو شجاع الإسكندراني، ثقةٌ عابدٌ، من السابعة، مات سنة أربعٍ وخمسين. م د ت س. ينظر: ابن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب، مرجع سابق، ٢٤٢٢.
٣ - عبد الرحمن بن هُرْمُز الأعرج، أبو داود المدني: ثقةٌ ثبتٌ عالم. تقدمت ترجمته في المسألة (١١).
٤ - عبيد الله بن أبي رافع المدني، مولى النبي صلى الله عليه وسلم، كان كاتب علي. ثقةٌ، من الثالثة. ع. ينظر: ابن حجر العسقلاني، تقريب التهذيب، مرجع سابق، ٤٢٨٨.
(٤) لم أقف عليه. وعند ابن أبي حاتم في، العلل، مرجع سابق، ٤١٠: سأل أحمد بن سلمة أبي عن حديث في أول كتاب "جامع إسحاق بن راهويه ", قال إسحاق: وإذا أراد أن يجمع بين: سبحانك اللهم ... وبين: وجهت وجهي ... أحب إلي، لما يرويه المصريون، حديثاً عن الليث بن سعد، عن سعيد بن يزيد، عن الأعرج، عن عبيد الله ابن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب، عن النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال أبي: هذا حديث باطلٌ موضوعٌ، لا أصل له, أرى أن هذا من رواية خالد بن القاسم المدائني، وكان بالمدائن، خرج إلى مصر، فسمع من الليث، فرجع إلى المدائن، فسمعوا منه الناس، فكان يوصِّل المراسيل، ويضع لها أسانيد. فخرج رجلٌ من أهل الحديث إلى مصر في تجارة، فكتب كتب الليث هناك ... ثم جاء بها إلى بغداد، فعارضوا بتلك الأحاديث, فبان لهم أن أحاديث خالد مفتعلة ".
وقد جاء الحديث مرفوعا من حديث ابن عمر , رواه الطبراني في المعجم الكبير، مرجع سابق، ح ١٣٣٢٤, ١٢/ ٣٥٣، وأعلَّه الهيثمي في مجمع الزوائد، مرجع سابق، ٢/ ١٠٧، وضعفه الألباني في، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة، (الرياض: دار المعارف، ١٤١٢ هـ)، ح ٥٣٧٩، ورواه البيهقي في السنن الكبرى، مرجع سابق, ح ٢١٨١، كتاب الصلاة، جماع أبواب صفة الصلاة، باب افتتاح الصلاة بعد التكبير، ٧/ ٩٥، من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما. قال البيهقي في، معرفة السنن والآثار، تحقيق: سيد كسروي حسن، ٢ (بيروت: دارالكتب العلمية)، ٣٤٨: "وقد روى محمد بن المنكدر في الجمع بينهما مرةً عن ابن عمر ومرةً عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم وليس بالقوى" , وقال ابن رجب في فتح الباري، مرجع سابق، ٤/ ٤٣٧: " وقد ورد في الجمع بينهما أحاديث غير قوية الأسانيد ". وينظر: الزيلعي , نصب الراية , مرجع سابق , ١/ ٣١٩، ابن حجر، التلخيص الحبير، مرجع سابق، ٢/ ٦٥١ - ٦٥٢، العيني، عمدة القاري، مرجع سابق، ٥/ ٢٩٥.

<<  <   >  >>