من أقوال أهل العلم، وإنما لم يذكر بعضهم أنها لستر الوجه لأن ذلك مذكور منهم من قبل في سورة الأحزاب، ومما قد سبق بيانه منهم.
قال البغوي:({وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمرهنَّ} أي: ليلقين بمقانعهن {عَلَى جُيُوبِهِنَّ} وصدورهنّ ليسترن بذلك شعورهنّ وصدورهنّ وأعناقهن وقراطهن. قالت عائشة: رحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله عزّ وجلّ: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخمرهن عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شققن مروطهنّ فاختمرن بها) انتهى.
وقال في زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي (ت: ٥٩٧ هـ):
(قوله تعالى: {وليضربن بخمرهن} وهي جمع خِمار، وهو ما تغطى به المرأة رأسها، والمعنى: وليُلْقِين مقانعهن {على جيوبهن} ليسترن بذلك شعورهن وقرطهن وأعناقهن) انتهى.
وقال في تفسير أبي السعود (ت: ٩٥١ هـ):
({وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمرهنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} إرشادٌ إلى كيفيَّة إخفاءِ بعضِ مواضع الزِّينة بعد النَّهي عن إبدائها. وقد كانت النِّساءُ على عادةِ الجاهلية يسدُلْن خُمرهنَّ من خلفهنَّ فتبدُو نحورُهنَّ وقلائدهُنَّ من جيوبِهنَّ لوسعِها فأمرن بإرسالِ خمرهن إلى جيوبهنَّ ستراً لما يبدُو منها وقد ضُمِّن الضَّربُ معنى الإلقاء فعُدِّي بعَلَى. وقُرئ بكسرِ الجيمِ كما تقدَّم) انتهى.
فكل من نقلنا قوله هنا من المفسرين وغيرهم قد صرحوا جميعهم في تفسيرهم لآية الإدناء وغيرها من الآيات بأنها الأمر بستر المرأة لوجهها، وبهذا تعلم أن قولهم هنا أنه لستر الرأس أو الجيوب ونحو ذلك