١٨ - وقال في "محاضرات الأدباء" للراغب الأصفهاني: "مدح التقنع وذمه": (كان فرسان العرب يتقنعون إلا أبا تميم بن طريف لم يتقنع قط ولم يبال أن يُعرف. وقيل: التقنع بالليل ريبة وبالنهار مذلة. وكان التقنع من شيم الأشراف يقصدون بذلك مباينة العامة ويقولون: عدم القناع يفضي إلى ملال وابتذال فمن وطئته الأعين وطئته الأرجل).
١٩ - وقال في "غريب الحديث" لأبي عبيد القاسم بن سلام: (وقال أبو عبيد: في حديث النبي عليه السلام حين قيل له: هذا عليّ وفاطمة قائمين بالسُّدة، فأذن لهما فدخلا فأغدف عليهما خميصة سوداء. قوله: أغدف عليهما- يعني أرسل عليهما، ومنه قيل: أغدفت المرأة قناعها إذا أرسلته على وجهها لتستره) انتهى.
٢٠ - وفي الصحاح في اللغة للجوهري:(غدف): وأغدفت المرأة قناعها أي أرسلته على وجهها) انتهى.
ووالله لولا التطويل والملل لنقلت أكثر من هذا، فكيف يقال أن الخمار (١) أو التقنع كما هو حديثنا هنا لا يأتي بمعنى ستر الوجه وإنما ما جاوره وإلا لما استطاع المقاتل أن يسير فضلا عن أن يقاتل.
خامساً: جاء عند الطبري وغيره اختلاف المفسرين لمعنى الجلابيب فمنهم من قال الأردية ومنهم من قال الملاحف وغير ذلك من خلاف التنوع لا اختلاف التضاد، ولكن لم يفهم أحد من الناس أن المراد منه
(١) سيأتي الكلام عن (الخمار) عند تفسير قوله تعالى: {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} [النور: ٣١] وقول الشيخ الألباني أن الخمار لا يأتي لستر الوجه (صـ ٣١٧).