(٧١) [حَدِيثٌ] لَوْ عَلِمَ اللَّهُ شَيْئًا مِنَ الْعُقُوقِ أَدْنَى مِنْ أُفٍّ لَحَرَّمَهُ فَلْيَعْمَلِ الْعَاقُّ مَا شَاءَ فَلَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلْيَعْمَلِ الْبَارُّ مَا شَاءَ أَنْ يَعْمَلَ فَلَنْ يَدْخُلَ النَّارَ (مي) من حَدِيث الْحُسَيْن ابْن عَليّ وَفِيه عِيسَى بن عبيد الله وَعنهُ أَصْرَم بن حَوْشَب.
(٧٢) [حَدِيثٌ] أَنَسٍ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ الله إِذْ نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُقَرَاءَ أُمَّتِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ الْأَغْنِيَاء بِخَمْسِمِائَة عَامٍ؛ وَهُوَ نِصْفُ يَوْمٍ فَفَرِحَ رَسُول الله، فَقَالَ أَفِيكُمْ مَنْ يُنْشِدُ فَقَالَ بَدَوِيٌّ نَعَمْ فَقَالَ هَاتِ هَاتِ فَأَنْشَدَ الْبَدَوِيُّ:
(قَدْ لَسَعَتْ حَيَّةُ الْهَوَى كَبِدِي ... فَلا طَبِيبَ لَهَا وَلا رَاقِي)
(إِلا الطَّبِيبَ الَّذِي شُغِفَتْ بِهِ ... فَعِنْدَهُ رُقْيَتِي وَتِرْيَاقِي)
فتواجد رَسُول الله وَتَوَاجَدَ الأَصْحَابُ حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبِهِ فَلَمَّا فَرَغُوا أَوَى كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَكَانِهِ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ مَا أَحْسَنَ لَعِبَكُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ مَهْ يَا مُعَاوِيَةُ لَيْسَ بِكَرِيمٍ مَنْ لَمْ يَهْتَزَّ عِنْدَ سَمَاعِ ذِكْرِ الْحَبِيبِ، ثُمَّ اقْتَسَمَ رِدَاء رَسُول الله من حضر بأربعمائة قِطْعَةٍ (الْحَافِظ ابْن طَاهِر) وَهُوَ بَاطِل، قَالَ الْحَافِظ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ قد عَابَ غير وَاحِد من أهل الْعلم ابْن طَاهِر بإيراد هَذَا الحَدِيث فِي كِتَابه، وَكتب شيخ الْإِسْلَام أَبُو الْفرج عبد الرَّحْمَن بن أبي عمر الْمَقْدِسِي وَقد سُئِلَ عَن هَذَا الحَدِيث مَا ملخصه إِن الْوَاقِف عَلَيْهِ يظْهر لَهُ أَنه مَوْضُوع لركة أَلْفَاظه ومباينة شعره لأشعار الْعَرَب فِي جزالة ألفاظها ومخالفته لما صَحَّ من النهى عَن إِضَاعَة المَال ونفرة الْقُلُوب مِنْهُ، وَكتب شيخ الْإِسْلَام النَّوَوِيّ وَقد سُئِلَ عَنهُ: بَاطِل لَا تحل رِوَايَته وَلَا نسبته إِلَى النَّبِي وَيُعَزر من رَوَاهُ عَالما تعزيرا بليغا وَلَا يغتر بِكَوْنِهِ فِي عوارف المعارف وَغَيره مَعَ أَن صَاحب العوارف قَالَ يتخالج سري أَنه غير صَحِيح ويأبى الْقلب قبُوله (قلت) وَقَالَ الْحَافِظ الذَّهَبِيّ رُوَاته ثِقَات غير عمار بن إِسْحَاق فَكَأَنَّهُ وَاضعه وَالله تَعَالَى أعلم.
(٧٣) [حَدِيثٌ] مَثَلُ هَذَا الدِّينِ كَمَثَلِ شَجَرَةٍ، الإِيمَانُ أَصْلُهَا وَالزَّكَاةُ فَرْعُهَا وَالصِّيَامُ عُرُوقُهَا وَالصَّلاةُ مَاؤُهَا وَالثَّنَاءُ فِي اللَّهِ نَبَاتُهَا وَحُسْنُ الْخُلُقِ وَرَقُهَا وَالْكَفُّ مِنْ مَحَارِمِ اللَّهِ ثَمَرُهَا فَكَمَا لَا تَكْمُلُ هَذِهِ الشَّجَرَةُ إِلا بِالثَّمَرَةِ فَكَذَلِكَ لَا يَكْمُلُ الإِيمَانُ إِلا بِالْكَفِّ عَن
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute