[أدلة وجود الخالق جل وعلا]
- المخلوق لابد له من خالق:
يحتج القرآن الكريم على المكذبين المنكرين بحجة لابد للعقول من الإقرار بها، ولا يجوز في منطق العقل السليم رفضها بقوله تعالى: (أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون) (الطور:٣٥-٣٦) .
ونفهم من ذلك ما يلي:
أنتم موجودون، وهذه حقيقة لا تنكرونها.
والسماوات والأرض موجودتان ولا شك.
فمن أوجد ذلك؟ مَن خلقكم ونظم حياتكم؟ ومَن خلق السماوات وما فيها من أجرام وأفلاك؟ ومن خلق الأرض وما فيها من جبال وبحار وأنهار؟
- دقة نظام الكون:
تدل دقة نظام الكون على وجود الله سبحانه وتعالى، ومن ذلك:
- هداية الله للكائنات إلى مصادر رزقها وتهيئة ذلك لها.
- الأفلاك والأجرام السماوية تسير في مسار محدد، وسياق دقيق، تشرق الشمس في وقت محدد، وتغرب في وقت معلوم.
- التركيب المحكم الدقة والصفات التشريحية الرائعة لجميع الكائنات الحية تدل على إعجاز الخالق في خلقه لتلك الكائنات، بحيث لو أردنا -جدلا- الاستغناء عن عضو أو وظيفة لما استطعنا، ولو فقدت وأردنا إعادتها لعجزنا أن نردها بمثل ما خلقها الحكيم العليم.
- الفطرة تدل على وجود الله:
القرآن يقرر أن الفطر السليمة، والنفوس التي لم تتقذر بأقذار الشرك تقر بوجود الله، من غير دليل، وليس كذلك فقط، بل إن توحيده سبحانه أمر فطري بدهي. لذا فإنك تجد ملايين الملايين من البشر يؤمنون بوجود إله للكون. كذا العقلاء والعلماء والحكماء وفوقهم الأنبياء والصالحون، كلهم يؤمنون بالله ويدعون إليه.
ولكن الإنسان تحيط به مؤثرات كثيرة تصرفه عن الإيمان بالله تعالى, كإضلال شياطين الجن والإنس له، وميله إلى الدعة والكسل، وجهله بالدين، أو انخراطه في الشهوات. روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود يولد إلا على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه) ، ولم يقل يسلمانه، لأن الإسلام موافق للفطرة.
- المصائب تصفي جوهر الفطرة:
فكم من ملحد عرف ربه وآب إليه، وكم من مشرك أخلص دينه لله، لضر نزل به، فزال ما على الفطرة من غشاوة.
قال تعالى: (هو الذي يسيركم في البر والبحر، حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها، جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم، دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين) (يونس:٢٢) .
(من كتاب الإيمان، للدكتور محمد نعيم ياسين)