السورة: إما من (أسأرت) أي أفضلت، من السؤر، وهو ما بقي من الشراب في الإناء، كأنها قطعة من القرآن الكريم. وقيل من سور المدينة لإحاطتها بآياتها، واجتماعها كاجتماع البيوت بالسور، ومنه (السوار) لإحاطته بالساعد، وقيل لارتفاعها لأنها كلام الله تعالى، والسورة المنزلة الرفيعة.
وقد ثبت جميع أسماء السور بالتوقيف من الأحاديث والآثار الواردة، وقد يكون للسورة اسم واحد، وهو الأغلب، وقد يكون لها اسمان أو أكثر، كالفاتحة: لها نيف وعشرون اسماً، منها: فاتحة الكتاب، وأم الكتاب، وأم القرآن، والقرآن العظيم، والسبع المثاني الخ.. وذلك يدل على شرفها، فإن كثرة الأسماء دالة على شرف المسمى. و (براءة) تُسمى أيضاً: التوبة، و (الإسراء) تسمى أيضاً بنو إسرائيل.
وينبغي النظر في اختصاص كل سورة بما سميت به، كتسمية سورة (البقرة) بهذا الاسم لقرينة قصة البقرة المذكورة فيها، وعجيب الحكمة فيها. وسميت سورة (النساء) بهذا الاسم لما تردد فيها شيء كثير من أحكام النساء، كما أن بعض السور حملت أسماء من ورد فيها من الأنبياء كهود، ومحمد، وإبراهيم، ويونس، عليهم الصلاة والسلام.