مؤلفه: أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي (أو النسوي)(٢١٥-٣٠٣هـ)
تأليف السنن واسم الكتاب:
الصغرى يسمى (المجتبى) وهو الكتاب المتداول اليوم باسم سنن النسائي. الإمام النسائي أحد أفذاذ علماء الحديث، جمع وصنف وحقق، وناقش وعلل، فكان من جملة ما أودعه من علمه كتابه (السنن) . وقد أطلقت هذه التسمية على كتابين للنسائي: السنن الصغرى، والسنن الكبرى. والسنن
موضوع السنن الصغرى (المجتبي) :
موضوع سنن النسائي الحديث المرفوع المسند إلى النبي صلى الله عليه وسلم في أبواب الأحكام، ولم يمزجه بشيء من الرأي، وليس فيه من الموقوف والمقطوع إلا ما ندر، ولم يخل كتابه من بعض الفوائد الحديثية وغيرها، كشرح الغريب ونحوه.
شرط السنن:
الإمام النسائي إمام مقدم في علم الحديث، وهو فيه ناقد بصير، عالم خبير، إليه المنتهى في عصره في معرفة الرجال وعلل الحديث، كان شديد التحري قوي النقد متثبتاً، يدع حديث الراوي لأدنى علة تظهر له، حتى قال بعضهم: النسائي شرطه في الرجال أشد من شرط مسلم بن الحجاج، ولقوة شرطه في الرجال قل في حديثه بل ندر جداً وجود ما يرد عليه مأخذ.
تبويب السنن:
راعى الإمام النسائي الفقه في الأبواب، وكأنه لاحظ منهاج البخاري، فأراد أن يقفو أثره، فوقعت تبويباته على أتم ما يمكن في الفقه والاستنباط والتركيب للأبواب. فجاء كتاب (المجتبي) مطابقاً اسمه لمضمونه، فهو مختار منتقى جامع للأبواب التي يحتاج إلى معرفتها في الأحكام ومسائل الحلال والحرام.
مكانة سنن النسائي:
المجتبى أو السنن الصغرى من أجود كتب السنة، وأنفعها وأكثرها حديثاً صحيحاً، وهو من هذه الجهة بعد الصحيحين رتبة ومنزلة، وقد أطلق عليه اسم (الصحيح) كثير من الحفاظ والأئمة، منهم: أبو علي النيسابوري، وابن عدي والدارقطني والحاكم وابن منده، والخطيب وغيرهم.