[ما هي حقيقة الملائكة؟]
المؤمن الصادق يقر بما أخبر به الخالق جل وعلا مجملا أو مفصلا, لا يزيد على ذلك ولا ينقص منه، وقد استأثر الله تعالى بحقيقة الملائكة، وتفصيلات أحوالهم.
ومع ذلك فقد تحدثت الآيات والأحاديث كثيرا عن الملائكة وأصافهم وعلاقتهم بالخالق سبحانه وبالكون وبالإنسان.
صفات الملائكة الخَلقية:
مما تحدثت به النصوص عن صفاتهم:
أنهم خلقوا قبل خلق الإنسان، فقد ورد في القرآن أنهم خلقوا قبل آدم، وأن الله أخبرهم بخلقه للإنسان. قال تعالى: (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) (البقرة:٣٠) .
أنهم خلقوا من نور: أخرج مسلم عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم) .
تدل النصوص في مجموعها على أنهم ليسوا كالبشر: فلا يأكلون ولا يشربون ولا ينامون ولا يتزاوجون.
كما تدل النصوص كذلك على أنهم منزهون عن الآثام والخطايا، مطهرون من الشهوات الحيوانية والصفات المادية. قال تعالى: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) (التحريم:٦) .
للملائكة قدرة على أن يتمثلوا بصورة البشر. قال تعالى: (فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا) (مريم:١٧) .
أخبرنا الله تعالى أن للملائكة أجنحة: (الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير) (فاطر:١) .
لبعض الملائكة خلقة عظيمة، كما في حديث البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام له ستمائة جناح.
صفات الملائكة الخُلقية:
هم عباد مكرمون، يطيعون أوامر الله ويخضعون لها، وهم لا ينتسبون إلى الله إلا بهذه النسبة، فهم ليسوا آلهة من دونه ولا ذرية له ولا بنات، كما زعم المشركون. قال تعالى: (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) (الأنبياء:٢٦-٢٧) .
يحبون المؤمنين ويستغفرون لهم، قال تعالى: (والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض) (الشورى:٥) . وقال تعالى: (ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا) (غافر:٧) .
يحفظون المؤمنين بإذن الله، قال تعالى: (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله) (الرعد:١١) .
يشجعون المؤمنين على طلب العلم، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من خارج خرج من بيته في طلب العلم إلا وضعت له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنع) (رواه الترمذي) .
يثبتون المؤمنين على العمل الصالح، قال تعالى: (إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا) (الأنفال:١٤) .