[الحكمة من نزول القران منجما (مفرقا)]
الحكمة الأولى: تثبيت فؤاد النبي صلى الله عليه وسلم وتقوية قلبه، وذلك من وجوه:
١. تجدد الوحي وتكرار نزول الملك من الله إلى رسوله صلى الله عليه وسلم فيه سرور يملأ قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغبطة تشرح صدره.
٢. التنجيم تيسير عليه من الله تعالى في حفظه وفهمه، ومعرفة أحكامه وحكمه.
٣. في كل نزول معجزة جديدة يتحدى بها المخالفين، وفي هذا تأييد من الله للرسول صلى الله عليه وسلم.
٤. تعهّد الله لرسوله صلى الله عليه وسلم عند اشتداد الخصام بينه وبين أعدائه بما يهون عليه، حتى لا يبالي بالمخالفين ولا يحزن ولا يضيق صدره.
الحكمة الثانية: التدرج في تربية الأمة الناشئة علماً وعملاً، أو بما يسمى التدرج في التشريع، ويدخل في هذه الحكمة أمور:
١. تيسير حفظ القرآن على الأمة.
٢. تسهيل فهمه عليهم.
٣. التمهيد لكمال تخليهم عن الباطل والعقائد الفاسدة (فالتخلي قبل التحلي)
٤. التمهيد لكمال تحليهم بالعقائد الحقة، والعبادات الصحيحة، والأخلاق الفاضلة.
٥. تثبيت قلوب المؤمنين وتسليحهم بعزيمة الصبر واليقين.
الحكمة الثالثة: مسايرة الحوادث والطوارئ في تجددها وتفرقها، فكلما جد جديد نزل من القرآن ما يناسبه وفصل لهم من الأحكام ما يوافقه، ويدخل في هذه أربعة أمور.
١) إجابة السائلين عن أسئلتهم عندما يوجهونها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم.
٢) مجاراة الأقضية والوقائع في حينها ببيان حكم الله فيها.
٣) لفت أنظار المسلمين إلى تصحيح الأخطاء التي يقعون فيها.
٤) كشف حال أعداء الله من المنافقين وغيرهم.
الحكمة الرابعة: الإرشاد إلى مصدر القرآن الكريم، وأنه كلام رب العاملين وحده، وأنه لا يمكن أن يكون من كلام البشر، وبيان ذلك أن القرآن الكريم تقرأه من أوله إلى آخره فإذا هو محكم السرد، دقيق السبك متين الأسلوب، آخذ بعضه برقاب بعض، في سوره وآياته وجمله.
كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يتلقى القرآن؟
كان النبي الله صلى الله عليه وسلم يتلقى القرآن من جبريل عليه السلام على حالتين:
الحالة الأولى:
أن ينسلخ الرسول صلى الله عليه وسلم من حالته البشرية العادية إلى حالة أخرى، يحصل له بها استعداد لتقلي الوحي من جبريل عليه السلام وهو على حالته الملكية، وفي هذه الحالة يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس. وهو صوت قوي يثير عوامل الانتباه فتتهيأ النفس بكل قواها لقبول أثره. وهذه الحالة أشد حالات الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم.
الحالة الثانية:
أن يتمثل له الملك رجلاً ويأتيه في صورة بشر، فيأخذ عنه الرسول صلى الله عليه وسلم ويسمع منه.