الجنة والنار مخلوقتان من مخلوقات الله عز وجل، أعدهما الله تعالى للثواب والعقاب. خلقهما الله تعالى قبل الخلق، وهما موجودتان الآن، وباقيتان ولا تبيدان.
وقد أكثر الله من ذكرهما في القرآن في آيات كثيرة، قال تعالى:(يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون)(التحريم:٦) . وقال سبحانه:(إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم بحور عين يدعون فيها بكل فاكهة آمنين لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم)(الدخان:٥١-٥٧) .
كما كثر ذكرهما في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال في وصف النار:(ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم) ، قيل: يا رسول الله! إن كانت لكافية (صحيح البخاري) .
وقال في وصف الجنة:(قال رب العزة: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، فاقرؤوا إن شئتم: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين)(رواه البخاري) .
والمسلم يؤمن بأن العذاب في النار، والنعيم في الجنة حقيقي بالنفس والجسد معا. ويؤمن كذلك بأن لأهل الجنة ولأهل النار خلود فيهما، وفي ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار، جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة! لا موت، يا أهل النار! لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحا إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزنا إلى حزنهم)(رواه البخاري) .