للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٣- ميثاق التحالف الإسلامي:

أضاف الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الميثاق لبنة مهمة إلى بناء المجتمع الجديد، فقد أزالت هذه الخطوة ما كان من ضغائن الجاهلية، والنزاعات القبلية، وفيما يلي نصوص الميثاق.

بسم الله الرحمن الرحيم: هذا كتاب من محمد النبي (صلى الله عليه وسلم) بين المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم:

١- أنهم أمة واحدة من دون الناس.

٢- المهاجرون من قريش على ربعتهم (الحال التي هم عليها) يتعاقلون بينهم (يدفعون ديّاتهم بعضهم مع بعض) وهم يفدون عانيهم (أسيرهم) بالمعروف، والقسط بين المؤمنين، وكل قبيلة من الأنصار على ربعتهم يتعاقلون معاقلهم (ديّاتهم) الأولى، وكل طائفة منهم تفدى عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

٣- وأن المؤمنين لا يتركون مُفَرّجاً (مُثقلاً بالدين) بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل.

٤- وأن المؤمنين المتقين على من بغى منهم، أو ابتغى دسيعة (عطية) ظلم أو إثم أو عدوان أو فساد بين المؤمنين.

٥- وأن أيديهم عليه جميعاً ولو كان ولد أحدهم.

٦- ولا يُقتل مؤمن في كافر، ولا يُنصر كافر على مسلم.

٧- وأن ذمة الله واحدة يجير عليهم أدناهم.

٨- وأن من تبعنا من يهود فإن له النصر والأسوة، غير مظلومين ولا متناصرين عليهم.

٩- وإن سِلم المؤمنين واحدة، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواء وعدل بينهم.

١٠- وأن المؤمنين يبيء - يرجع ويحتمل - بعضهم على بعض بما ينالهم في سبيل الله.

١١- وأنه لا يجير مشرك مالاً لقريش ولا نفساً، ولا يحول دونه على مؤمن.

١٢- وأنه من اعتبط مؤمناً (قتله بدون سبب) قتلاً عن بينة فإنه قود (يقتل به) إلا أن يرضى ولي المقتول، وأن المؤمنين عليه كافة، ولا يحل لهم إلا قيام عليه.

١٣- وأنه لا يحل لمؤمن أن ينصر محدثاً - من أحدث منكراً غير معتاد - ولا يؤويه، وأنه من نصره أو آواه فإن عليه لعنة الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخذ منه صرف ولا عدل (أي لا يشارك في تصريف الأمور ولا في الشهادة عليها) .

١٤- وأنكم مهما اختلفتم فيه من شيء، فإن مردّه إلى الله عز وجل وإلى محمد صلى الله عليه وسلم.

وهكذا أرسى الرسول صلى الله عليه وسلم قواعد المجتمع الجديد في المدينة على أسس راسخة ومبادئ شامخة، من مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال.

<<  <   >  >>