رضي الله عز وجل لعباده الإسلام دينًا، وختم به جميع الأديان، وجعله دينًا ميسرًا سمحًا سهلاً لا حرج فيه ولا مشقة، لم يوجب على معتنقيه ما لا يستطيعون، ولم يكلفهم ما لا يطيقون، بل جعل تكاليفه بحسب القدرة وعلى قدر الاستطاعة، كما قال تعالى:(لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها)(سورة البقرة:٢٨٦) . وقال تعالى:(وما جعل عليكم في الدين من حرج)(الحج:٧٨) . وقال تعالى:(يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)(سورة البقرة:١٨٥) .
فهو الدين المعتبر عند الله، من تمسّك به نجا، ومن سلك طريقه اهتدى، ومن عمل به وصل إلى الدرجات العُلى، ولن يقبل الله بعده من أحد دينًا غير الإسلام (إن الدين عند الله الإسلام)(آل عمران:١٩) . (ومن يبتغ غير الإسلام دينًا فلن يُقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)(آل عمران:٨٥) .
وهو الدين الكامل الشامل لكل ما يحتاج إليه البشر في دينهم ودنياهم، الصالح لكل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، به أتم الله النعمة على عباده، ورضيه لهم:(اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينًا)(المائدة:٣) .
أباح الله في هذا الدين كل طيب نافع، وحرَّم كل خبيث ضار، وأمر بالعدل والإحسان، ونهى عن الجَوْر والطغيان، فأمر بكل معروف ونهى عن كل منكر. ما ترك خيرًا إلا هدى إليه، ولا شرًا إلا حذر منه، وقد سمّاه الله هدى، وديناً حقاً، وأظهره على جميع الأديان، قال تعالى:(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)(التوبة:٣٣) .
وقد كتب الله لهذا الدين البقاء والخلود إلى يوم القيامة، دون تحريف ولا تبديل، قال تعالى:(إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)(الحجر:٩) .
فإلى هذا الدين "الإسلام"، نتعلمه ونفهمه على حقيقته، ونعمل به ونحكمه في جميع شؤوننا، لكي نفوز بسعادة الدنيا والآخرة:(فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى، ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكًا، ونحشره يوم القيامة أعمى، قال: ربِّ لِمَ حشرتني أعمى وقد كنتُ بصيرًا؟ قال: كذلك أتتك آياتنا فنسيتها، وكذلك اليوم تنسى)(طه:١٢٣-١٢٦) .