للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ونقل القول بعدم مشروعية قراءتها أيضا عن الأوزاعي (١).

وهذا القول مبني على أن البسملة ليست آية من القرآن، لا في أول الفاتحة ولا في أوائل السور، وليست آية مستقلة من القرآن - وقد تقدم بيان ضعف هذا القول (٢).

وقد استدل من ذهب إلى هذا القول بأحاديث أنس وعائشة، وعبد الله بن مغفل - رضي الله عنهم - والتي فيها أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - وخلفاءه كانوا يستفتحون القراءة والصلاة بالحمد لله رب العالمين (٣). وحديث أبي هريرة الذي فيه قوله تعالى: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ...» (٤).

لكن هذه الأحاديث ليس فيها نفي قراءتها مطلقًا، وإنما فيها نفي قراءتها جهرًا - كما جاء في بعض روايات حديث أنس قوله: «فكانوا لا يجهرون ببسم الله الرحمن الرحيم». وفي عض الروايات «فكانوا يسرون ببسم الله الرحمن الرحيم». وسيأتي ذكر رواياته وتخريجها، هو وحديث عائشة، وعبد الله بن مغفل، في الكلام على حكم الجهر


(١) انظر «الاستذكار» ٢: ١٧٧، «الاعتبار» للحازمي ص ٨١، «المغني» ٢: ١٤٧، «مجموع الفتاوى» ٢٢: ٤٠٧.
(٢) راجع ص ١٠٤.
(٣) انظر «أحكام القرآن» لابن العربي ١: ٣، «المغني» ٢: ١٤٧، «مجموع الفتاوى» ٢٢: ٤١٣، «تفسير ابن كثير» ١: ٣٦.
(٤) انظر «الاستذكار» لابن عبد البر ٢: ١٥٤.

<<  <   >  >>