للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قالوا: فهذان الحديثان يدلان على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يجهر بالبسملة. والصحيح أنه لا حجة في هذين الحديثين، لأنه ليس فيهما ما يدل صراحة على أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك في الصلاة (١).

٦ - ما رواه المعتمر بن سليمان عن أبيه عن أنس قال: «كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجهر بالقراءة ببسم الله الرحمن الرحيم» (٢).

وهذا الحديث - وإن صححه الحاكم - ففيه نظر، لأنه يعارض ما ثبت في الصحيحين وغيرهما عن أنس وغيره، من عدم جهر الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وخلفائه بها - كما سيأتي في أدلة القول التالي.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٣): «يعلم أولاً أن تصحيح الحاكم وحده وتوثيقه وحده لا يوثق به فيما دون هذا، فكيف في مثل هذا الموضع الذي يعارض فيه بتوثيق الحاكم، وقد اتفق أهل العلم بالصحيح على خلافه، ومن له أدنى خبرة في الحديث وأهله، لا يعارض بتوثيق الحاكم، ما قد ثبت في الصحيح خلافه ..».

إلى غير ذلك من الأحاديث التي استدلوا بها (٤) وهي بين ضعيف، أو موضوع، أو مما لا حجة لهم فيه، كما بين ذلك جمع من


(١) انظر «أحكام القرآن» للجصاص ١: ١٦.
(٢) أخرجه الدارقطني في الصلاة- وجوب قراءة «بسم الله الرحمن الرحيم» - حديث ٢٦، والحاكم ١: ٢٣٤، وقال: «رواة هذا الحديث كلهم عن آخرهم ثقات» ووافقه الذهبي.
(٣) في «مجموع الفتاوى» ٢٢: ٤٢٦ - ٤٣٠، وانظر «الفتاوى الكبرى» «لابن تيمية أيضًا» ١: ٩٧ - ١٠٠. «الرد على من أبى الحق» ١: ٣٩ - ٤١.
(٤) انظر «الاستذكار» ٢: ١٧٧.

<<  <   >  >>