للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرَّحِيمِ}، وأنهم كانوا يسرون بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} في الصلاة».

وقال الطحاوي في «شرح معاني الآثار» (١) بعد أن ذكر روايات حديث أنس: «ففي ذلك دليل على أنهم يقولونها من غير طريق الجهر، ولولا ذلك لما كان لذكرهم نفي الجهر معنى، فثبت بتصحيح هذه الآثار ترك الجهر بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}».

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية (٢): «أما حديث أنس في نفي الجهر، فهو حديث صريح لا يحتمل هذا التأويل (٣)، فإنه قد رواه مسلم في صحيحه، فقال فيه: «صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} في أول قراءة، ولا في آخرها» وهذا النفي لا يجوز إلا مع العلم بذلك، لا يجوز بمجرد كونه لم يسمع مع إمكان الجهر بلا سماع.

واللفظ الآخر في صحيح مسلم «صليت خلف النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدًا منهم يجهر، أو قال يصلي بـ {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فهذا نفى فيه السماع، ولو لم يرو إلا هذا اللفظ


(١) ١: ٢٠٣، ٢٠٤.
(٢) في «مجموع الفتاوى» ٢٢: ٤١٠: ٤١٣.
(٣) وهو حمل قول أنس «فلم أسمع أحدًا منهم يذكر بسم الله الرحمن الرحيم» على عدم السماع لا أنهم لا يجهرون بها».

<<  <   >  >>