للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ} (١).

وقد ذكر ابن القيم (٢) رحمه الله: مراتب (إياك نعبد) علماَ وعملاَ فقال «فأما مراتبها العلمية فمرتبتان: إحداهما: العلم بالله. والثانية: العلم بدينه.

فأما العلم به سبحانه فخمس مراتب: العلم بذاته، وصفاته وأفعاله وأسمائه، وتنزيهه عما لا يليق به.

والعلم بدينه مرتبتان إحداهما: دينه الأمري الشرعي وهو الصراط المستقيم الموصل إليه. والثانية دينه الجزائي، المتضمن ثوابه وعقابه. وقد دخل في هذا العلم بملائكته ورسله.

وأما مراتبها العملية فمرتبتان: مرتبة لأصحاب اليمين، ومرتبة للسابقين المقربين.

فأما مرتبة أصحاب اليمين فأداء الواجبات، مع ارتكاب المباحات وبعض المكروهات، وترك بعض المستحبات

وأما مرتبة المقربين: فالقيام بالواجبات، وترك المحرمات والمكروهات زاهدين فيما لا ينفعهم في معادهم، متورعين عما يخافون ضرره. وخاصتهم قد انقلبت المباحات في حقهم طاعات وقربات بالنية، فليس في حقهم مباح مساوي الطرفين، بل كل أعمالهم


(١) سورة غافر، الآية: ٤٨
(٢) في «مدارج السالكين» ١: ١٣٤ - ١٣٥، وانظر «التفسير القيم» ص٩٨ - ٩٩

<<  <   >  >>