للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالألفاظ التي صحت في الاستعاذة، وبالمعوذتين، فإنه ما تعوذ متعوذ بمثلهما. وملازمة ذلك في جميع المواضع والأوقات التي شرع فيها التعوذ - مع الاعتقاد الجازم بأن النفع والضر بيد الله، وأنه - جل - وعلا - هو القادر على دفع شر الشيطان، مع قوة الاعتماد على الله والثقة. بهء وتيقن أن كيد الشيطان ضعيف، كما قال تعالى: {إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (٧٦)} (١)، فغاية ما عنده الوسوسة كما قال - صلى الله عليه وسلم - «الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة» (٢).

ومع أن له تسلطًا على بني آدم، فهو لا يعلم الغيب، قال الله تعالى: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَاكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ (١٤)} (٣)، وقال تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} (٤)، وقال تعالى: {وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ} (٥)، وقال تعالى: {إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} (٦)، وأيضًا - وكما تقدم - فليس له سلطان


(١) سورة النساء، الآية: ٧٦.
(٢) أخرجه أبو داود - في الأدب - باب في رد الوسوسة حديث ٥١١٢ - من حديث ابن عباس قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه يعرض بالشيء، لأن يكون حممة أحب إليه من أن يتكلم به فقال: «الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة». وصححه الألباني، صحيح سنن أبي داود، حديث ٤٢٦٤، وأخرجه الإمام أحمد ١: ٣٤٠.
(٣) سورة سبأ، الآية: ١٤.
(٤) سورة النمل، الآية: ٦٥.
(٥) سورة البقرة، الآية: ٢٥٥.
(٦) سورة الشعراء، الآية: ٢١٢.

<<  <   >  >>