للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقد سها سهوا بيّنا؛ لأن المشبه به الذى يلى الكاف قد يكون ملفوظا به، وقد يكون محذوفا على ما صرح به فى الإيضاح.

(وقد يذكر فعل ينبئ عنه) أى: عن التشبيه (كما فى: علمت زيدا أسدا ...

===

الماء والوالى للكاف نفس الماء فقوله بناء على إنه أى: المشبه به فى الآية محذوف وهو مثل راجع لقوله: وأن هذا مما يلى الكاف غير المشبه به، والحاصل: أن هذا الزاعم فهم أن المراد بقول المصنف والأصل فى الكاف ونحوه أن يليه المشبه به أى: فى اللفظ، وقوله وقد يليه غيره أى: فى اللفظ وإن كان واليا له فى التقدير وجعل الآية من هذا القبيل فقدر فيها مثل وجعله المشبه به، وحينئذ فهو وال للكاف فى التقدير لا فى اللفظ، وقد ظهر لك من قوله: وأن هذا .. إلخ: مغايرة قوله: ومن زعم .. إلخ لقوله: ولا حجة .. إلخ.

(قوله: فقد سها) أى: من وجهين- الأول: أنا لا نسلّم أن المشبه به مثل الماء وصفته بل مثل النبات الناشئ من الماء، والثانى: أننا إذا سلّمنا أن المشبه به مثل الماء كما قال هذا الزاعم، فلا نسلّم أن الكاف فى هذه الآية قد وليها غير المشبه به بل الوالى لها- على كلامه- هو المشبه به؛ لأن المقدر عندهم كالملفوظ، وحينئذ فالمشبه به الذى يلى الكاف قد يكون ملفوظا وقد يكون مقدرا، والشارح اقتصر فى بيان السهو على الوجه الثانى، فإن قلت: هذا الثانى لا يرد على الزاعم إلا إذا كان يوافق على التعميم من قول المصنف أن يليه المشبه به بما يشمل المقدر ولم يخصه بالملفوظ وهو قد خصه بالملفوظ فلا يرد عليه. قلت: تخصيصه لا يصح مع تصريح المصنف فى الإيضاح- الذى هو كالشارح لهذا المتن- بأن موالاة المشبه به للكاف أعمّ من أن تكون لفظا أو تقديرا.

(قوله: وقد يذكر فعل ينبئ عنه) أى: يدل عليه من غير ذكر أداة فيكون الفعل قائما مقامها، والمراد: فعل غير الأفعال الموضوعة من أصلها للدلالة على التشبيه كالأفعال المشتقة من المماثلة والمشابهة والمضاهاة .. إلى آخرها، وكان الأولى للمصنف أن يقول: وقد يذكر ما ينبئ عن التشبيه ليتناول" أنا عالم أن زيدا أسد" وزيد أسد حقّا- أو بلا شبهة، وكأن زيدا أسد إذا كانت كلمة كأن للظن- اه أطول.

<<  <  ج: ص:  >  >>