للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كثر ذلك فى الشعر الفارسى وأكثر مدائح أبى الفرج الرومى من شعراء العجم على المماثلة وقد اقتفى الأنورى أثره فى ذلك.

[[القلب]]

(ومنه) أى ومن اللفظى (القلب) وهو أن يكون الكلام بحيث لو عكسته وبدأت بحرفه الأخير إلى الأول كان الحاصل بعينه هو هذا الكلام ويجرى فى النثر والنظم (كقوله:

مودّته تدوم لكلّ هول ... وهل كلّ مودّته تدوم) (١)

فى مجموع البيت وقد يكون ذلك فى المصراع كقوله:

أرانا الإله هلالا أنارا

===

(قوله: وقد كثر ذلك) أى: تساوى جميع ما فى إحدى القرينتين لجميع ما فى الأخرى فى الوزن

(قوله: على المماثلة) أى: مشتملة على المماثلة فى الجميع

(قوله: الأنورى) بفتح الهمزة وسكون النون من شعراء الفرس.

[[القلب]]

(قوله: بحيث لو عكسته) أى: عكست قراءته الأولى بأن بدأت بحرفه الأخير، ثم بما يليه، ثم بما يلى ما يليه، وهكذا إلى أن وصلت إلى الحرف الأول

(قوله: كان الحاصل بعينه هو هذا الكلام) أى: كان الحاصل هو الكلام الأول بعينه ولا يضر فى القلب المذكور تبديل بعض الحركات والسكنات، ولا تخفيف ما شدد أولا، ولا تشديد ما خفف أولا، ولا قصر ممدود، ولا مد مقصور، ولا تصيير الألف همزة، ولا الهمزة ألفا

(قوله: كقوله) أى: الشاعر وهو القاضى الأرجانى

(قوله: وهل كل إلخ) استفهام إنكارى بمعنى النفى والمقصود وصف خليله من بين الأخلاء بالوفاء

(قوله: فى مجموع البيت) أى: حال كون القلب فى مجموع البيت لا فى المصراع منه، وحاصله أن القلب الواقع فى النظم تارة يكون بحيث يكون كل من المصراعين قلبا للآخر كما فى:

أرانا الإله هلالا أنارا (٢)


(١) البيت للأرجانى، وقبله:
أحبّ المرء ظاهره جميل ... لصاحبه وباطنه سليم
(٢) فى شرح المرشدى ٢/ ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>