للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ولا بأس بتغيير يسير) فى اللفظ المقتبس (للوزن أو غيره كقوله) أى كقول بعض المغاربة (١) (قد كان) أى وقع (ما خفت أن يكونا، إنّا إلى الله راجعونا) وفى القرآن إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.

[[التضمين]]

(وأما التضمين فهو أن يضمن الشعر شيئا من شعر الغير) ...

===

الرقيب وهو أحد مصادقها، وقد تقدم أن الاتحاد فى المفهوم يكفى ولا عبرة باختلاف الماصدق بعد اتحاد المفهوم فلا تجوز. اهـ.

ومن لطيف هذا الضرب الذى نقل فيه المقتبس عن معناه قول بعضهم فى جميل دخل الحمام فحلق رأسه:

تجرّد للحمّام عن قشر لؤلؤ ... وألبس من ثوب الملاحة ملبوسا

وقد جرّد الموسى لتزيين رأسه ... فقلت لقد أوتيت سؤلك يا موسى (٢)

فقوله: لقد أوتيت سؤلك يا موسى اقتباس من الآية ولكن المنادى هنا الحديدة المعلومة بخلاف المنادى فى الآية فإن المراد به الرسول المعلوم- صلوات الله على نبينا وعليه وسلامه- وأراد الشاعر بقشر اللؤلؤ ثوبه وباللؤلؤ بدنه

(قوله: ولا بأس بتغيير يسير إلخ) أى:

ويسمى اللفظ معه مقتبسا، وأما إذا غير كثيرا حتى ظهر أنه شىء آخر لم يسمّ اقتباسا كما لو قيل فى شاهت الوجوه: قبحت الوجوه أو تغيرت الوجوه أو نحو ذلك

(قوله: أو غيره) أى: غير الوزن كاستقامة القرائن فى النثر

(قوله: أى كقول بعض المغاربة) أى: حين مات صاحب له

(قوله: (٣) قد كان ما خفت إلخ) أى: قد وقع الموت الذى كنت أخاف أن يكون

(قوله: وفى القرآن إلخ) أى: فقد اقتبس الشاعر ذلك من الآية وحذف منها ثلاثة أشياء:

اللام من لله، وإنا والضمير من إنا إليه وزاد لفظ إلى لأجل استقامة الوزن.

[[التضمين]]

(قوله: أن يضمن الشعر شيئا من شعر الغير) أى: أن يدخل فى الشعر شيئا من شعر


(١) قالها عند موت صاحب له، قاله بعض المغاربة فى الإشارات ص ٣١٦.
(٢) شرح المرشدى على عقود الجمان (٢/ ١٨٤).
(٣) شرح المرشدى على عقود الجمان (٢/ ١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>