فى تقسيم التشبيه بحسب القوة والضعف فى المبالغة باعتبار ذكر الأركان وتركها، وقد سبق أن الأركان أربعة، ...
===
كونه من الأنام وفاقهم حتى صار كأنه جنس آخر بزيد فى كونه كذلك، أو تشبه ثوبا بثوب دونه فى السواد، والحال: أن الغرض بيان مقدار حال المشبه وكأن ينتزع وجه الشبه من أقل ما حقه أن ينتزع منه كما تقدم فى قوله:
(قوله: كما سبق ذكره) قال سم: يحتمل أن يريد ما قدمه عند قوله كما أبرقت قوما عطاشا غمامة من أنه لا يجوز انتزاع وجه الشبه من هذا الشطر الأول فقط لعدم وفاء انتزاعه منه فقط بالمقصود
(قوله: فى تقسيم التشبيه) الأولى أن يقول: فى بيان مراتب التشبيه فى القوة والضعف كما تدل عليه عبارة المصنف صريحا.
قال فى الأطول: وجعل تقسيم التشبيه بحسب القوة والضعف فى المبالغة منفردا يبحث عن سائر التقسيمات؛ لأنه ليس بمحض الطرف ولا الوجه ولا الأداة بل باعتبار كلّ من الطرف والوجه والأداة والمجموع، ولم يقدمه على التقسيم بحسب الغرض مع أنه لا مدخل للغرض فيه؛ لأن شدة مناسبته للاستعارة فى تضمنه المبالغة فى التشبيه دعت إلى عدم الفصل بينه وبين الاستعارة
(قوله: بحسب) أى: بقدر القوة وهو متعلق بتقسيم، وباؤه للتعدية
(قوله: فى المبالغة) تنازعه كل من القوة والضعف وكان عليه أن يزيد التوسط؛ لأن المصنف ذكره وإن كان يمكن أن مراده بالقوى ما قابل الضعيف فيشمل ما فوقه فوقية نسبية وهو التوسط
(قوله: باعتبار) متعلق بتقسيم والباء فيه للسببية، فليس فيه تعلق حرفى جر متّحدى المعنى بعامل واحد، أو أنه متعلق بمحذوف أى: الحاصلين باعتبار .. إلخ
(قوله: باعتبار ذكر الأركان) أى: كلها (وقوله: وتركها) أى: ترك بعضها والمراد
(١) البيت أورده القزوينى فى الإيضاح ص ٣٥٤، والطيى فى شرحه على مشكاة المصابيح ١/ ١٠٧.