للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لتجنيس القلب ظاهر فإن المقلوب هاهنا يجب أن يكون عين اللفظ الذى ذكر بخلافه ثمة، ويجب ثمة ذكر اللفظين جميعا بخلافه هاهنا.

[[التشريع]]

(ومنه) أى ومن اللفظى (التشريع) ويسمى التوشيح وذا القافيتين (وهو بناء البيت على قافيتين ...

===

بذلوا فما شحّت لهم شيم ... رفعوا فما زلّت لهم قدم (١)

فهو دعاء لهم، ولو عكس صار دعاء عليهم- هكذا:

نعم لهم زالت فما سعدوا ... دول لهم ظلمت فما عدلوا

قدم لهم زلّت فما رفعوا ... شيم لهم شحّت فما بذلوا

فليس الخارج بالقلب هنا الكلام الأول بعينه

(قوله: لتجنيس القلب) وهو أن يقدم فى أحد اللفظين المتجانسين بعض الحروف ويؤخر ذلك البعض فى اللفظ الآخر أى مثل:

اللهم استر عوراتنا، وآمن روعاتنا"، وكما فى رقم هذا الكتاب فى القمر

(قوله: بخلافه ثمة) أى: بخلاف تجنيس القلب، فإنه لا يجب أن يكون أحد المتجانس فيه نفس مقلوب الآخر إذا قرىء من آخره، ألا ترى إلى القمر والرقم، فإن الجمع بينهما تجنيس القلب، ولو قرئ أحدهما من آخره على الترتيب لم يكن نفس الآخر

(قوله: ويجب ثمة إلخ) أى:

يجب فى تجنيس القلب أن يذكر اللفظ الذى هو المقلوب مع مقابله بخلاف القلب هنا فيذكر اللفظ المقلوب وحده

[[التشريع]]

(قوله: التشريع) أى: النوع المسمى بالتشريع، قيل: إن تسميته بهذا لا تخلو عن قلة أدب؛ لأن أصل التشريع تقرير أحكام الشرع وهو وصف للبارى أصالة ووصف لرسوله نيابة فالأولى أن يسمى ببعض ما يسمى به من غير هذه التسمية فإنه يسمى التوشيح وذا القافيتين والتسمية الأخيرة أصرح فى معناها، والتوشيح فى الأصل التزيين


(١) بلا نسبة فى شرح عقود الجمان (٢/ ١٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>