للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[[الثانى: غير ظاهر]

[ومنه: تشابه المعنيين]]

(وأما غير الظاهر فمنه أن يتشابه المعنيان) أى معنى البيت الأول ومعنى البيت الثانى (كقول جرير فلا يمنعك من أرب) أى حاجة (لحاهم) جمع لحية يعنى كونهم فى صورة الرجال (سواء ذو العمامة والخمار) يعنى أن الرجال منهم والنساء سواء فى الضعف (وقول أبى الطيب:

ومن فى كفّه منهم قناة ... كمن فى كفّه منهم خضاب (١))

===

[النوع الثانى: غير الظاهر]:

(قوله: وأما غير الظاهر) أى: وأما الأخذ غير الظاهر وهو ما يحتاج لتأمل فى كون الثانى مأخوذا من الأول، إذا علمت ضابطه تعلم أن المثال الآتى فى التشابه ينبغى أن يجعل من الظاهر؛ لأن إدراك كون الثانى أصله الأول ظاهر لا يحتاج لتأمل، ولم يقسم المصنف غير الظاهر إلى الأبلغ والأدنى المذموم والمساوى فى البلاغة البعيد عن الذم؛ لأن أقسام غير الظاهر كلها مقبولة من حيث الأخذ، فإن اعتراها رد من جهة أخرى خارجة عن معنى الأخذ كانت غير مقبولة.

[ومن النوع الثانى: تشابه المعنيين]:

(قوله: فمنه أن يتشابه المعنيان) أى: فأقسامه كثيرة ذكر المصنف منها خمسة كلها مقبولة. القسم الأول منها أن يتشابه المعنيان أى: معنى البيت الأول المأخوذ منه، ومعنى الثانى المأخوذ أى: من غير نقل للمعنى لمحل آخر فغاير ما بعده

(قوله: أى حاجة) أى: تريدها منهم

(قوله: لحاهم) بضم اللام وكسرها فاعل يمنع (وقوله: جمع لحية) بفتح اللام وكسرها

(قوله: سواء ذو العمامة إلخ) أى: لأن الرجال منهم والنساء سواء فى الضعف، فلا مقاومة للرجال منهم على الدفع عن النساء منهم، فقوله سواء إلخ: جملة مستأنفة فى معنى العلة، والعمامة بالكسر تطلق على المغفر، وعلى البيضة، وعلى ما يلف على الرأس، وحملها على الأولين أبلغ، وعلى الثالث أوفق بقوله والخمار

(قوله: وقول أبى الطيب) أى: فى مدح سيف الدولة بن حمدان، وخضوع بنى كلاب وقبائل العرب له

(قوله: قناة)


(١) البيت للمتنبى فى مدح سيف الدولة وخضوع بنى كلاب وقبائل العرب له.

<<  <  ج: ص:  >  >>