للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أى أسخاهم يقال: فلان رحب الباع والذراع ورحيبهما أى سخىّ (وقول أشجع: وليس) أى الممدوح يعنى جعفر بن يحيى (بأوسعهم) الضمير للملوك (فى الغنى، ولكنّ معروفه) أى إحسانه (أوسع) فالبيتان متماثلان هذا ولكن لا يعجبنى معروفه أوسع.

===

(قوله: رحب الباع والذراع) الرحب: الواسع، والباع: قدر مد اليدين، والذراع: من طرف المرفق إلى طرف الأصبع الوسطى

(قوله: أى سخىّ) أى: فهو مجاز مرسل من إطلاق اسم الملابس بكسر الباء وهو سعة الباع أو الذراع على الملابس بفتحها وهو كثرة المعطى؛ لأن الباع والذراع بهما يحصل المعطى عند قصد دفعه فإذا اتسع كثر ما يملؤه فلابست السعة الكثرة عند الإعطاء فأطلقت السعة على الكثرة بتلك الملابسة مع القرينة

(قوله: وقول أشجع) أى: فى مدح جعفر بن يحيى البرمكى

(قوله: الضمير للملوك) أى: فى البيت السابق:

يروم الملوك مدى جعفر ... ولا يصنعون كما يصنع (١)

أى: يقصد الملوك غايته التى بلغها فى الكرم والحال أنهم لا يصنعون من المعروف والإحسان كما يصنع

(قوله: فى الغنى) أى: فى المال

(قوله: أوسع) أى: من معروفهم

(قوله: فالبيتان متماثلان) أى: لاتفاقهما على إفادة أن الممدوح لم يزد على الأقران فى المال، ولكنه فاقهم فى الكرم ولم يختص أحدهما بفضيلة عن الآخر، فلذا كان الثانى بعيدا عن الذم

(قوله: لكن لا يعجبنى معروفه أوسع) أى: وحينئذ فالبيتان ليسا متماثلين، بل الأول أبلغ فتمثيل المصنف بهذين البيتين للقسم الثالث لا يتم ووجه عدم الإعجاب أن أرحبهم ذراعا يدل على كثرة الكرم بطريق المجاز بخلاف معروفه أوسع فإنه يدل على ذلك بطريق الحقيقة، فالبيت الأول قد ازداد بالمجاز حسنا، وقيل: وجه كونه لا يعجبه أن المعروف قد يعبر به عن الدبر أى: الشىء المعروف منه وهو الدبر أوسع، وفيه بعد؛ لأن الكلام البليغ لا يعتريه الاستهجان.


(١) لأشجع بن عمرو السلمى فى الأدغانى (١٨/ ٢٣٣) ط. دار الكتب العلمية برواية (يريد) بدل (يروم).

<<  <  ج: ص:  >  >>