للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أى: تشبيه الثوب الأسود (بالغراب فى شدته) أى: شدة السواد.

(أو تقريرها) مرفوع عطفا على: بيان إمكانه، أى: تقرير حال المشبه فى نفس السامع، وتقوية شأنه (كما فى تشبيه من لا يحصل من سعيه على طائل

===

أى: كميتها (وقوله: كما فى تشبيهه) أى: كبيان المقدار فى تشبيهه

(قوله: أى تشبيه الثوب الأسود) أى: المعلوم أصل سواده وإلا كان التشبيه لبيان أصل الحال لا لبيان مقدارها، وفى قول الشارح: أى: تشبيه الثوب الأسود إشارة إلى أن الضمير فى قول المصنف تشبيهه راجع للثوب الأسود المفهوم من قوله: فى السواد.

(قوله: مرفوع) أى: لا مجرور. عطفا على مدخول البيان وهو الإمكان؛ لأن التقرير أخص من مطلق البيان، إذ هو بيان على وجه التمكن فلو جرّ لكان المعنى أو بيان البيان الخاص، ولا يخفى ما فى ذلك من العجرفة

(قوله: أى تقرير حال المشبه) أى:

وصفه الذى هو وجه الشبه القائم به

(قوله: وتقوية شأنه) أى: المشبه والمراد بشأنه حاله، وهذا عطف على تقرير حاله مفسر له، واعلم أن تقرير حال المشبه فى نفس السامع إنما يفيده التشبيه إذا كان المشبه به حسيّا كان المشبه كذلك أو عقليّا كما يستفاد من كلام الشارح الآتى.

(قوله: كما فى تشبيه .. إلخ) أى: كالتقرير الكائن فى تشبيه من لا يحصل .. إلخ، وذلك كأن يقال: فلان فى سعيه كالراقم على الماء بجامع عدم حصول الفائدة فى كلّ، فهذا التشبيه قرر وثبت حال فلان وهو عدم الفائدة فى ذهن السامع

(قوله: من سعيه) أى: عمله أو كسبه

(قوله: على طائل) الطائل: هو الفضل أو الفائدة. يقال: هذا أمر لا طائل فيه أى: لا فائدة فيه ولا فضل. مأخوذ من الطّول- بالفتح- وهو الفضل يقال: لفلان على فلان طول- بالفتح- أى: فضل وامتنان، و" على" يحتمل أن تكون زائدة فاعل يحصل كما فى قوله:

إنّ الكريم وأبيك يعتمل ... إن لم يجد (*) يوما على من يتّكل

ويحتمل أنها غير زائدة، وفاعل يحصل ضمير عائد على الموصول كما هو الظاهر وضمّن يحصل معنى يطلع- كذا فى الفنرى.


(*) وقعت فى المطبوع: يوجد، وما أثبت من العقد الفريد، وخزانة الأدب ونكت الهميان.

<<  <  ج: ص:  >  >>