للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا صاحبىّ تقصّيا نظريكما) فى الأساس: تقصّيته: بلغت أقصاه أى:

اجتهدا فى النظر، وابلغا أقصى نظريكما (تريا وجوه الأرض كيف تصوّر) أى:

تتصوّر؛ حذفت التاء. يقال: صوّره الله صورة حسنة فتصوّر (تريا نهارا مشمسا) ذا شمس ...

===

نزلت مقدمة المصيف حميدة ... ويد الشتاء جديدة لا تكفر

لولا الذى غرس الشتاء بكفّه ... كان المصيف هشائما لا تثمر

كم ليلة آسى البلاد بنفسه ... فيها ويوم وبله مثعنجر

مطر يذوب الصّخر منه وبعده ... صحو يكاد من الغضارة يمطر

غيثان فالأنواء غيث ظاهر ... لك وجهه والصّحو غيث مضمر

(قوله: تقصّيا) أمر من التقصّى: وهو بلوغ الأقصى والغاية وهو مبنىّ على حذف النون والألف فاعل، ونظريكما مفعوله أى: ابلغا أقصى نظريكما وغايته بالمبالغة فى تحديق النظر

(قوله: فى الأساس تقصّيته) أشار بهذا إلى أنه يتعدى بنفسه، وفى القاموس: تقصيت فى المسألة: بلغت الغاية فيها، فهو يفيد جواز تعديه بفى

(قوله: أى:

اجتهدا فى النظر) إشارة إلى أن التقصّى يدل على التكلّف

(قوله: تريا وجوه الأرض) أى: الأماكن البادية منها كالوجه، وفى الكلام حذف أى: فإذا تقصيتما فى نظريكما واجتهدتما فيه ونظرتما إلى ما قابلكما من الأرض تريا .. إلخ

(قوله: كيف تصور) مقول لقول محذوف أى: قائلين على وجه التعجب كيف تصور؟ ! أى: تبدو صورتها أو كيف تصير صورتها حسنة بأزهار الربيع؟ ! فهو من الصورة، أو كيف تتصور وتتشكل؟ ! فهو من التصور أو أنه بدل اشتمال من وجوه الأرض أى: كيفية صورتها بثبوت الإشراق لها كما يدل عليه ما بعده.

(قوله: أى تتصور) أى: تتمثل وتتشكل، وأشار الشارح إلى أن تصور بفتح التاء مضارع تصوّر المطاوع لصوّر (وقوله: حذفت التاء) أى: تاء المضارعة، أو ما بعدها على الخلاف فى ذلك

(قوله: فتصور) أى: فقبل التصور وبدت صورته فى الوجود

(قوله: تريا نهارا) بدل من تريا وجوه الأرض بدل مفصل من مجمل، أو عطف بيان،

<<  <  ج: ص:  >  >>