للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صاح واحد منهم على حرب بن أمية؛ فمات فقال ذلك الجنى هذا البيت ...

===

كتابه" عجائب المخلوقات".

(قوله: صاح واحد ... إلخ) سبب صياحه عليه أنه داس بنعله على واحد منهم فى صورة حية فقتله، وذكر أبو عبيدة (١) وأبو عمرو الشيباني (٢):

أن حرب (٣) بن أمية لما انصرف من حرب عكاظ هو وإخوته مروا بغيضة وأشجار ملتفة فقال له مرداس السلمى (٤) وكان صاحبا له: أما ترى يا حرب هذا الموضع؟ قال:

بلى، نعم المزدرع فقال له: فهل لك أن نكون شريكين فيه ونحرق هذه الغيضة ثم نزرعها بعد ذلك؟ فقال: نعم، فأضرما النار فى تلك الغيضة، فلما استطارت وعلا لهبها، سمع من الغيضة أنين وضجيج كثير، ثم ظهر منها حيات بيض تطير حتى قطعتها وخرجت منها، فلما احترقت الغيضة سمعوا هاتفا يقول:

ويل لحرب فارسا ... مطاعنا مخالسا

ويل لحرب فارسا ... إذ لبسوا القوانسا

فلم يلبث حرب ومرداس أن ماتا.


- التفتازانى وحاشية على فتح الرحمن شرح لقطة العجلان فى الأصول، وأخرى على شرح الاستعارات، وحاشية على التصريح شرح التوضيح فى النحو. انظر: الأعلام (٨/ ١٣٠).
(١) هو معمر بن المثنى التيمى بالولاء البصرى، أبو عبيدة النحوى، من أئمة العلم بالأدب واللغة، مولده ووفاته فى البصرة، استقدمه هارون الرشيد إلى بغداد سنة ١٨٨ هـ، وقرأ عليه أشياء من كتبه، قال الجاحظ: لم يكن فى الأرض أعلم بجميع العلوم منه، وكان إباضيّا شعوبيّا من حفاظ الحديث فال عنه ابن قتيبة: كان يبغض العرب ومع سعة علمه كان يقول البيت فلا يقم وزنه، له نحو ٢٠٠ مؤلف، منها: نقائض جرير والفرزدق، ومجاز القرآن وأيام العرب ومعانى القرآن، وطبقات الفرسان والقبائل والأمثال، ولد سنة ١١٠ هـ، وتوفى سنة ٢٠٩ هـ. [" الأعلام" (٧/ ٢٧٢)، " وسير أعلام النبلاء" (٩/ ٤٤٥)].
(٢) اسمه سعد بن إياس الكوفى، من بنى شيبان بن ثعلبة بن عكابة أدرك الجاهلية وكاد أن يكون صحابيّا، عاش مائة عام وعشرين عاما، قال عنه الإمام الذهبي: هو من رجال الكتب الستة، ومات فى خلافة الوليد بن عبد الملك فيما أحسب. وانظر" سير أعلام النبلاء" (٤/ ١٧٢)، و" الأعلام" للزركلى (٣/ ٨٤).
(٣) و (٤) من الأعلام المشهورين فى الجاهلية، وذكر نحو هذه القصة ابن كثير فى" البداية والنهاية" فى حديثه عن أمية بن أبى الصلت. وانظر" البداية والنهاية" (٢/ ٢٢٧) ط. دار الفكر.

<<  <  ج: ص:  >  >>