للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل قوله حمامة جرعا حومة الجندل اسجعى) (١) فأنت بمرأى من سعاد ومسمع.

ففيه إضافة حمامة إلى جرعا وجرعا إلى حومة وحومة إلى الجندل.

والجرعاء: تأنيث الأجرع وقصرها للضرورة؛ وهى أرض ذات رمل لا تنبت شيئا، والحومة: معظم الشىء، والجندل: أرض ذات حجارة، ...

===

فقوله: ما يقابل الوحدة. أى: التى أوجبت التكرار، وهو الذكر الثاني، ولا شك أن الثالث مقابل للثاني، فآل الأمر إلى أن الكثرة هى تعدد التكرار المقابل لوحدة التكرار، لا أن الكثرة هى المقابلة للتعدد، فصح التمثيل بالبيت

(قوله: مثل قوله) أى:

قول عبد الصمد بن منصور بن الحسن بن بابك (٢)

(قوله: حمامة جرعا) (٣) حمامة منادى منصوب لإضافته لما بعده، والمعنى: يا حمامة الأرض المستوية ذات الرمل التى لا تنبت شيئا- التى هى معظم الأرض التى فيها- الحجارة اسجعى

(قوله: أرض ذات حجارة إلخ) كذا فى الأساس، والذى فى الصحاح: أن الجندل بسكون النون الحجارة، وأما الأرض ذات الحجارة فيقال لها جندل بفتح الجيم والنون وكسر الدال، فعلى هذا يكون تفسير الشارح ليس تفسيرا لغويا، بل تفسيرا مرادا، وفى الكلام تجوز من إطلاق اسم الحال وإرادة المحل، أو يقال: إنه ثبت عند الشارح قراءته بكسر الدال وتكون النون حينئذ مسكنة للضرورة، والداعى لما ذكر من أحد الأمرين إضافة الجرعاء إلى الحومة، والحومة للجندل؛ لأن الإضافة الأولى بيانية، والثانية على معنى في. أى: يا حمامة الأرض


(١) من الطويل، وهو لابن بابك أبو القاسم عبد الصمد بن بابك فى الإيضاح ص ٩، والإشارات والتنبيهات ص ١٣، والتبيان للطيي ٢/ ٥٨٢، وشرح عقود الجمان ١/ ١٦، وبلا نسبة فى التلخيص للقزوينى ص ٨.
(٢) هو أبو القاسم عبد الصمد منصور البغدادى المعروف بابن بابك من شعراء اليتيمة.
(٣) البيت فى الإشارات ١٣، والتبيان للطيبى ٢/ ٥٢٨، وعجزه:
فأنت بمرأى من سعاد ومسمع
وجرعى: مقصور جرعاء ولها معان كثيرة، أنسبها أنها الكثيب جانب منه رمل وجانب من حجارة، وحومة الشىء: معظمه، والجندل: أرض ذات حجارة، والسجع: هدير الحمام، والشاهد فى إضافة حمامة إلى جرعا وجرعا إلى حومة، وحومة إلى الجندل. وانظر الإيضاح ٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>