للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كقوله:

ألمع برق سرى أم ضوء مصباح ... أم ابتسامتها بالمنظر الضّاحى)

أى الظاهر (أو) المبالغة (فى الذم كقوله وما أدرى وسوف إخال أدري (١)) أى أظن وكسر همزة المتكلم فيه هو الأفصح وبنو أسد تقول أخاك بالفتح

===

يوجب ذبوله وأنه لا يخرج ورقه، فلما أورق وبخته على إخراج الورق، وأظهرت أنها حينئذ تشك فى جزعه، وإذا كان الشجر يوبخ على عدم الجزع فأحرى غيره، فالتجاهل هنا المؤدى لتنزيل ما لا يعلم منزلة العالم صار وسيلة للتوبيخ على الإيراق، ووسيلة إلى التشبيه على أن مآثره بلغت إلى حيث تعلم بها الجمادات، ولو أتت تلك القائلة بما يدل على أن الشجر لا يعلم بابن طريف وأنه من جملة الجمادات لما حسن التوبيخ ولما اتضح ظهور المآثر حتى للجمادات فافهم اه. يعقوبى.

(قوله: كقوله) (٢) أى الشاعر وهو البحترى

(قوله: سرى) أى ظهر بالليل وهو صفة لبرق

(قوله: ابتسامتها) أى أم ضوء أسنانها عند ابتسامها

(قوله: بالمنظر) الباء بمعنى فى، وأراد بالمنظر المحل الذى ينظر وهو الوجه فهو بفتح الظاء، والضاحى هو الظاهر من ضحا الطريق إذا ظهر، فالشاعر يعلم أنه ليس ثم إلا ابتسامها، لكنه تجاهل وأظهر أنه التبس عليه الأمر فلم يدر هل هذا اللمعان المشاهد من أسنانها عند الابتسام، لمع برق سرى أم هو ضوء مصباح أم هو ضوء ابتسامتها الكائن من منظرها الضاحى، وهذا التجاهل المنزل منزلة الجهل مفيد للمبالغة فى مدحها، وأنها بلغت إلى حيث يتحير فى الحاصل منها ويلتبس المشاهد منها.

(قوله: كقوله) أى الشاعر وهو زهير بن أبى سلمى وبعد البيت المذكور.

فمن فى كفّه منهم خضاب ... كمن فى كفّه منهم قناء

(قوله: وسوف إخال أدرى) المعنى وأظن أنى سأدرى وأعلم بحالهم حاصلا، فحذف مفعولى إخال وسوف محلها بعد إخال، وهذه الجملة اعتراضية بين أدرى ومعموله،


(١) البيت لزهير فى ديوانه ص ٧٣.
(٢) للبحترى فى ديوانه ١/ ٤٤٢، وهو مطلع قصيدة يمدح فيها الفتح بن خاقان وهو فى الإشارات للجرجانى ص ٢٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>