للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأن يكون فى كل منهما جميع ما يكون فى الآخر من الحروف أو أكثرها، لكن لا يرجعان إلى أصل واحد كما فى الاشتقاق (نحو: قال إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ) فالأول من القول والثانى من القلى وقد يتوهم أن المراد بما يشبه الاشتقاق هو الاشتقاق الكبير وهذا أيضا غلط لأن الاشتقاق الكبير هو الاتفاق فى الحروف الأصول دون الترتيب مثل القمر والرقم والمرق وقد مثلوا فى هذا المقام بقوله تعالى:

اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا) (١) ولا يخفى أن الأرض مع أرضيتم

===

(قوله: بأن يكون فى كل إلخ) أى: كما فى الآية المتقدمة

(قوله: أو أكثرها) أى: كما فى الأرض وأرضيتم؛ لأن الهمزة فى الأول أصلية وفى أرضيتم للاستفهام فليست أصلية

(قوله: لكن لا يرجعان إلخ) أى: وإن كان يتوهم فى بادئ الرأى رجوعهما لأصل واحد

(قوله: كما فى الاشتقاق) راجع للمنفى.

(قوله: نحو قال إِنِّي لِعَمَلِكُمْ مِنَ الْقالِينَ (٢)) أى: قال لوط لقومه إنى لعملكم من القالين أى: الباغضين، فإن قال وقالين مما يتوهم فى بادئ النظر وقبل التأمل أنهما يرجعان لأصل واحد فى الاشتقاق وهو القول: مثل قال والقائل، لكن بعد النظر والتأمل يظهر أن قال من القول والقالين من القلى بفتح القاف وسكون اللام (٣) قال فى الخلاصة.

فعل قياس مصدر المعدّى ... من ذى ثلاثة كردّ ردّا

وهو البغض

(قوله: هو الاشتقاق الكبير) أى: فقط

(قوله: وهذا أيضا غلط) أى: بل المراد باعتبار الاشتقاق ما يعم الاشتقاق الكبير وغيره وقوله أيضا أى: مثل الغلط فى ما المصدرية

(قوله: مثل القمر والرقم والمرق) أى: فهذه الكلمات الثلاثة اتفقت فى الحروف الثلاثة ولم يكن فيها ترتيب

(قوله: وقد مثلوا إلخ) جملة حالية وهى


(١) التوبة: ٣٨.
(٢) الشعراء: ١٦٨.
(٣) قوله من القلى: بفتح القاف وسكون اللام إلخ- هذا قياس غير مسموع فى مصدر قلى بمعنى أبغض، بل مصدره القلى كالرضا ويمد والمقلية كما فى كتب اللغة.

<<  <  ج: ص:  >  >>