للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأورده طرفة فى داليته إلا أنه أقام تجلد مقام تجمل.

===

وشهود من الوقف بمعنى الحبس لا من الوقوف بمعنى اللبث؛ لأنه لازم والمذكور فى البيت متعد، مفعوله: مطيهم، وصحبى: فاعله، وانتصابه على الحال من فاعل نبك، وعلى بمعنى: لأجل أى: قفا نبك فى حال وقوف أصحابى مراكبهم لأجلى قائلين لا تهلك أسى أى: من فرط الحزن وشدة الجزع وتجمل أى: اصبر صبرا جميلا أى: وادفع عنك الأسى بالتجمل أى: الصبر الجميل

(قوله: لا تهلك) هو بكسر اللام، وماضيه هلك بفتحها، قال تعالى: لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ (١)

(قوله: فأورده طرفة) هو بفتح الطاء والراء المهملتين

(قوله: إلا أنه أقام تجلد مقام تجمل) فقد أبدل بعض الكلمات بما يرادفه، ونظير هذا قول العباس بن عبد المطلب:

وما النّاس بالنّاس الذين عهدتهم ... ولا الدار بالدار التى كنت تعلم (٢)

فقد أورده الفرزدق فى شعره إلا أنه أبدل تعلم بتعرف.

(تنبيه) يجرى مجرى تبديل الكل، أو البعض المرادف فى القبح تبديل الكل، أو البعض بالضد مع رعاية النظم والترتيب وذلك لقرب تناول الضد كما لو قيل فى قول حسان بن ثابت- رضى الله عنه- فى مدح آل البيت:

بيض الوجوه كريمة أحسابهم ... شمّ الأنوف من الطّراز الأوّل

سود الوجوه لئيمة أحسابهم ... فطس الأنوف من الطّراز الآخر (٣)

وشم بضم الشين جمع: أشم من الشمم وهو: ارتفاع قصبة الأنف مع استواء فى أعلاه وهو صفة مدح عند العرب، والطراز العلم، والمراد هنا المجد أى: أنهم من النمط الأول فى المجد والشرف.


(١) الأنفال: ٤٢.
(٢) للعباس بن عبد المطلب فى شرح المرشدى على عقود الجمان ٢/ ١٧٨، وفى الإيضاح ص ٣٥٠.
(٣) شرح المرشدى على عقود الجمان لحسان بن ثابت- رضى الله عنه-.

<<  <  ج: ص:  >  >>