وفيه نظر؛ إذ قد يقع ظل الطير على الراية وهو فى جو السماء بحيث لا يرى أصلا. نعم لو قيل: إن قوله حتى كأنها من الجيش الملم بمعنى قوله رأى عين فإنها إنما تكون من الجيش إذا كانت قريبا منهم مختلطا بهم لم يبعد عن الصواب (لكن زاد) أبو تمام (عليه) أى على الأفوه زيادات محسنة للمعنى المأخوذ من الأفوه أعنى تساير الطير على آثارهم (بقوله إلا أنها لم تقاتل وبقوله فى الدماء نواهل وبإقامتها مع الرايات حتى كأنها من الجيش وبها) أى وبإقامتها مع الرايات حتى كأنها من الجيش ...
===
مؤكد للمقصود الذى هو الوصف بالشجاعة ومفيد له
(قوله: إلمام) أى: إتيان بمعنى قوله: رأى عين أى: وحينئذ فلا يتم قول المصنف: إن أبا تمام لم يلم بمعنى قول الأفوه:
رأى عين
(قوله: وفيه نظر إلخ) حاصله أن وقوع ظل الطير على الرايات لا يستلزم قربه منها بدليل أن ظل الطير يمر بالأرض أو غيرها، والحال أن الطير فى الجو بحيث لا يرى
(قوله: نعم إلخ) هذا اعتراض ثان على قول المصنف: إن أبا تمام لم يلم بمعنى قول الأفوه:
رأى عين إلخ، وحاصله أن قوله: حتى كأنها من الجيش فيه إلمام بمعنى قوله: رأى عين، وحينئذ فلا يتم ما قاله المصنف إلا أن يقال: إن قول المصنف فإن أبا تمام لم يلم بشىء إلخ أى: فى البيت الأول- فتأمل.
(قوله: إذا كانت قريبا منهم مختلطا بهم) أى: لأن المنفصل عن الشىء البعيد عنه لا يعد من أفراده (وقوله: قريبا) خبر كان ولم يؤنثه؛ لأنه يستوى فيه المذكر والمؤنث ولا يرد مختلطا لأنه تابع
(قوله: لم يبعد عن الصواب) ويزيد هذا تأكيدا قوله أقامت مع الرايات؛ لأن صحبة الرايات تستلزم القرب
(قوله: زيادات) أى: ثلاثة
(قوله: أعنى) أى:
بالمعنى المأخوذ من الأفوه تساير إلخ، وهذا المعنى بعض معنى بيته
(قوله: يعنى قوله إلخ) أشار بذلك إلى أن مراد المصنف بالأول الأول من تلك الزيادات لا الأول فى كلام الشاعر؛ لأنه أخر فيه
(قوله: هذا هو المفهوم إلخ) أى: أن المفهوم من الإيضاح أن ضمير قوله وبها راجع لإقامتها مع الرايات حتى كأنها من الجيش، والمراد بالأول الأول من الزيادات وهو قوله إلا أنها لم تقاتل لا الأول فى كلام أبى تمام؛ لأنه أخر فيه وبيان ذلك