للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

١ ـ أن يكون في كسب الرجل حرام، من اغتصاب حق أو تعامل بالربا، أو أكل أموال الناس بالباطل، أو ظلم، أو غش، أوعدم وفاء بالعقود التجارية، والصناعية، أو غير ذلك، فيدخل عليه المال الحرام، فيأكل منه، ويشرب منه، ويلبس منه، فلا يستجيب الله له.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أيهَا الناسُ! إن الله طيبٌ لا يقبلُ إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمرَ به المرسلين، فقال: {يا أيهَا الرسل كلوا منَ الطيِّبات واعمَلُوا صالحًا إنِّي بما تعملون عليم} [المؤمنون ٥١] وقال {يا أيهَا الذينَ آمنُوا كلوا منْ طيِّبات ما رزقناكُمْ} [البقرة ١٧٢] ثمَّ ذكرَ الرجل يطيلُ السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء، يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجابُ لذلك؟ )) (١).

٢ ـ أن تكون الاستخارة والدعاء في إثم أو ظلم، فإن كانت في مثل ذلك فلا يستجاب له، كأن يستخير في أمر يكون فيه أذية مسلم، أو سببًا في ظلم مؤمن.

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

((ما على الأرض مسلم يدعو بدعوة إلا آتاه الله إياها، أو صرف عنه من السوء مثلها، ما لم يدع بإثم، أو قطيعة رحم)) فقال رجل من القوم: إذن نكثر؛ قال: ((الله أكثر)) (٢).

أي: الله أكثر استجابة وعطاء من العبد مهما دعا وطلب.


(١) رواه مسلم (١٠١٥) وغيره.
(٢) رواه الترمذي رقم (٣٥٦٨) وحسنه ووافقه شيخنا العلامة الألباني في صحيح الجامع.

<<  <   >  >>