٣ - ومنهم من يستخير بالسبحة ((المسبحة)) فإن كان نهاية عده وترًا (فردًا) مضى في فعله، وإن كان نهاية عده شفعًا (زوجًا) لم يفعل، أو عكس ذلك.
ومنهم من يستخير بقطف وريقات الزهرة وهو يقول: أفعل .. لا أفعل، فإن انتهت آخر وريقة مع (أفعل) فعل، وإذا انتهت مع (لا أفعل) ترك!
٤ - ومنهم من يستخير بالألوان والطيور، والأصوات، والكلمات، أو الأمكنة، والأزمنة والأيام.
وغير ذلك من الاستخارات البدعية التي ما أنزل الله بها من سلطان.
٥ - وأعظم من هذا كله أن يستخير المسلم عند الكهان، والسحرة والعرافين.
واعلم أن كل صفة من صفات الاستخارة غير الصفة المشروعة إنما هي بدعة محدثة محرمة.
قال تعالى:{أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}[الشورى ٢١].
واحذر - يا عبد الله - أن تشرع لنفسك ما لم يأذن الله به، أو يفعله رسول الله، فتفسد عملك، وتبطل أجرك.
واعلم أن أخطر هذه الأنواع الأخيران منها.
أما الرابع: فإنه ضرب من ضروب التشاؤم، الذي هو باب من أبواب الشرك والعياذ بالله، وهو تعليق المستخير أمره بغير الله، وبغير قضاء الله وقدره، وهو عمل من أعمال الشرك والشيطان، الذي كان يتعاطاه أهل الجاهلية الأولى دينًا لهم.
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس منا من تَطَيّر أو تُطيِّر له، أو تَكهَّن أو تُكهِّن له، أو تَسحّر أو تُسحِّر له)) (١).
(١) رواه الطبراني ١٨/ ١٦٢ والبزاز (٣٥٧٨)، صحيح الجامع.