قال: فإن فلانا مدحته فحرمك الخ. وفي معنى قول نصيب لسمعيل القراطيسي:
لئن أخطأت في مدحيك ما أخطأت في منعي
لقد أحللت حاجلتي ... بواد غير ذي زرع
قال ابن رشيق وسئل نصيب فقال: إنما الناس أحد ثلاثة: رجل لم أعرض لسؤاله فما وجه ذمه، ورجل سألته فأعطاني فالمدح أولى به من الهجاء، ورجل سألته فحرمني فأنا بالهجاء أولى منه. وهذا كلام عاقل منصف، لو أخذ به الشعراء أنفسهم لاستراحوا واستراح الناس. وقد كان في زماننا من انتحل هذا المذهب وهو أبو محمد عبد الكريم بن إبراهيم النهشلي لم يهج أحد قط، ومن أناشيده في كتابه المشهور الممتع في فنون الشعر لغيره من الشعراء:
ولست بهاج في القرى أهل منزل ... على زادهم أبكي وأبكي البواكيا
الثلاثة الأبيات اه وفيما أنشده بعد: أقلني يا محمد ع بإثبات التنوين، كقوله: جارية من قيس بن ثعلبه وأنشد أقاربه ع نسبهما البحتري لأبي الدبية الطائي، ونسب أبو هلال أولهما للحارث بن كلدة
[ذكر خبر كثير وجميل]
ع على ما هو المعروف، ورواه أبو عبد الله الزبيري على نهج آخر وأنشد الوقودا ع الأبيات نسبها القتبي لأعشي سليم. قوله: إذا ما المسارح الخ الطرق تبيض من الجليد، وذاك أوان الجدب ومقال الشامي للمنصور ع يشبهه بيتان لأمية، ومرا مع أبيات في المعنى وأنشد بعضى ع ويروى المصراع الثاني: يورث القلب حسرة ثم يمضي