أحسن الأقدار لا يزدون على ذلك، ويروون أحاديث في التشبيه كثيرة مستحيلة، وحجتهم أنه لا يقوم في المعقول إلا جسم أو عرض، فلما بطل وقوع الفعل الفعل من العرض وصح من الجسم، كان ذلك دليلا لهم على ما قالوا. وقياسهم أفسد، لأنه لا يقوم في المعقول جسم إلا مؤلف، فإن قالوا ذلك ولا بد لهم منه، فقد أقروا أن البارئ عز وجل مخلوق تعالى الله عز وجل علواً كبيرا. وقد ذهبت طائفة من الروافض إلى صورة الإنسان كقول اليهود لعنهم الله.
وأنشد أبو علي:
لا أترك ابن العم يمشى على شفاً ... وإنن بلغتني من أذاه الجنادع
ع هذه الأبيات لمحمد بن عبد الله الأزدي هكذا نسبه أبو تمام، ويروى: وحسبك من لؤم وسوء صنيعة وقد رأيته منسوبا إلى مضرس بن ربعى الفقعسى. ويوصل به أبيات، منها:
وإن امرأ في الناس يعطى ظلامة ... ويمنع نصف الحق منه لواضع
أبا لموت يخشى أثكل الله أمه! ... أم العيش يرجو نفعه وهو ضائع