الأرض. والضباب: لا تتخذ جحرتها إلا في الغلظ. قال الشاعر في ذلك وفي ارتياد الضب الموضع الخصب:
رعى الله أرضا يعلم الضب أنها ... كثيرة خير النبت طيبة البقل
بني بيته منها على رأس كدية ... وكل امرىء في عيشه ثاقب العقل
[ذكر أبو علي قول الأعرابي هذا طالب ولد]
ع قد قال المأمون في مثل هذا فأحسن:
ما الحب إلا قبلة ... وغمز كف وعضد
أو كتب فيها رقى ... أنفذ من نفث العقد
من لم يكن ذا حبه! ... فإنما يبغي الولد
ما الحب إلا هكذا ... إن نكح الحب فسد
وقال إسحق بن إبراهيم الموصلي حدثتني أم الهيثم، قال: حجت زبيدة في بعض الأعوام، فلما انتهت إلى حمى ضرية ضربت لها القباب والفساطيط، ثم أحبت أن تأنس بجواري الحي، فأمرت بجمعهن إليها. قالت: وكنت في من دعي، فلما صرنا عندها، أطعمتنا طعاماً خلناه والله من الجنة، ثم سقينا شراباً حلوا مال بنا كل مميل، وشربت هي منه، وجعلت تحدثنا بحديث كقطع الروض. ثم قالت: يا أعرابيات! ما تعددن العشق فيكن؟ قلنا أيتها الملكة: يحب الفتى الفتاة فيجتمعان فيتشاكيان ويتباكيان ويتواصفان ما يجدان، ثم يفترقان. قالت: أبحيث يريان. قلنا: بل بحيث لا يريان. قالت: ما صنعتن شيئاً. قلنا أيتها الملكة! وكيف الأمر في أهل الحضر؟ قالت: تكون النظرة فتزرع المحبة، ثم يتراسلان ويتخاطبان ثم يتواعدان فيجتمعان، ثم يضرب عبد الله زيدا. قالت أم