الهيثم: فقلت أيتها الملكة! وما معنى يضرب عبد الله زيدا. قالت: إن دخلت الحضر عرفت ذلك. قلت: دخلت العراق ولا أعرفه. قالت: فضحكت وضربت بيدها على منكبي وقالت: تجاهلت يا أم الهيثم تجاهلت! ومن هذا الباب قول فتاة بني الحجاج، لما أنشدت قول عمارة:
ومن ليلة قد بتها غير آثم ... بساجية الحجلين ريانة القلب
فضحكت وضربت بكمها على وجهها، وقالت: فهلا أثم حرمه الله! ذكر أبو علي ذلك أثر هذا. وهذه مذهبها كمذهب زبيدة. وقالت أم الضحاك المحاربية:
شفاء الحب تقبيل وضم ... وجر بالبطون على البطون
ورهز تهمل العينان منه ... وأخذ بالذوائب والقرون
وقال هدبة بن خشرم:
والله لا يشفى الفؤاد الهائما ... نفث الرقي وعقدك التمائما
ولا الحديث دون أن تلازما ... ولا اللزام دون أن تفاعما