فقلت له إن إن الشجي يبعث الشجي ... فدعني فهذا كله قبر مالك
ع قد مضى ذكر متمم، ويروى: إن الأسى والأسى الحزن، وكلا المعنيين واحد، يقول: إذا رأيت محزونا أذكرني حزني، أو قبرا أذكرني قبر أخي، وهذا قريب من قولهم: العاشية تهيج الآيية ويروى: إن الأسى - بضم الهمزة - يبعث الأسى بفتحها، وهذه رواية أبي تمام، ولها وجهان، أحدهما: أن يكون الأسى جمع أسوة وهي التعزية، يقول: تعزيتكم تبعث حزني، ويجوز أن يكون قيل له لك اسوة في فلان وقد قتل أخوه، وفي فلان وقد قتل حميمه، فعرف فضل أخيه على المفقودين فبعث ذلك حزنه.
ويقوي هذه الرواية قوله في البيت الأول:
لقد لامني عند القبور على البكا
ويروي:
لقبر ثوى بين اللوى فالدوانك
وهذه مواضع في ديار بني أسد، وكذلك الملا المذكور في أول الحديث، قال متمم أيضاً:
قاظت أثال إلى الملا وتربعت ... بالحزن عازبة تسن وتودع