فإنّك من واد إليّ مرجّب ... وإن كان لا تزدار إلا على ذكر
لعلّ الذي يقضي الأمور بعلمه ... سيصرفني يوماً إليه على قدر
فتفتر عين ما تملّ من البكا ... ويسكن قلب ما ينهنه بالزجر
وقد اختلف في اسم المجنون واسم أبيه أشدّ اختلاف، فقيل قيس بن معاذ، وقيل قيس بن الملوّح وقيل إن الملوّح هو معاذ، وقال أبو عبيدة: اسم المجنون البختري بن الجعد، وقال أبو العالية: اسمه الأقرع، وقال أبو الفرج: الصحيح أنه قيس بن مرّ بن قيس بن عدس أحد بني كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وقال الأصمعي: رجلان ما عرفا في الدنيا إلاّ بالاسم: مجنون بني عامر وابن القريّة. وقد أخبر غير واحد أنه رآه وخاطبه، وقد رآه نوفل بن مساحق في استيحاشه واستنشده:
أتبكي على ليلى ونفسك باعدت ... مزارك من ريّا وشعباً كما معا
وذكر أبو عليّ في نسب الأصمعي أعصر بن سعد.
ع وأعصر هو منبّه بن سعد بن قيس عيلان وإنما سميّ أعصر بقوله:
قالت عميرة ما لرأسك بعد ما ... فقد الشباب أتى بلون منكر