كأن فؤادي كما مرّ راكب ... جناح غراب رام نهضاً إلى وكر
يزهدني في كلّ خير صنعته ... إلى الناس ما جرّبت من قلّة الشكر
فيا حزناً ماذا أجنّ من الهوى ... ومن مضمر الشوق الدخيل إلى حجر
تعزّيت عنها كارهاً فتركتها ... وكان فراقيها أمرّ من الصبر
هكذا صحّة إنشاده الخضر لا الغبر كما أنشده أبو علي، وكيف يحنّ إلى أوطان يصفها بالجدب والاغبرار. وقد ذكر أبو عليّ خبر يحيى هذا " ١ - ١٢٢، ١٢٣ " وأنشد له هذا الشعر ولكنه نسي ولولا نسيانه لاعتذر. قال علي بن الحسين: يحيى بن طالب من أهل اليمامة من بني حنيفة، شاعر مقلّ من شعراء الدولة العباسية، قال ولم يقع إليّ نسبه وزاد في آخر هذه الأبيات:
مداينة السلطان باب مذلّة ... وأشبه شيء بالقنوع وبالفقر
إذا أنت لم تنظر لنفسك خالياً ... أحاطت بك الأحزان من حيث لا تدري
وأما أبيات قيس بن معاذ فإنها:
فيا راكب الوجناء أبت مسلّماً ... ولا زلت من ريب الحوادث في ستر
إذا ما أتيت العرض فاهتف بجوّه ... سقيت على شحط النوى سبل القطر