قريب الركاب، لين الأنسياب، إن هيمته هام، وإن أشرب إليه قام، كأنه صبب في جدول، أو عباب في منهل، فقال النخاس: أنظرني إلى أن يمسخ حكيم القوم حماراً. وقال أعرابي أيضا لنخاس اطلب لي فرسا حسن القميص، جيد الفصوص، وثيق القصب، نقي العصب، يشير بأذنيه، ويسدو بيديه، ويبرئل برجليه، ويبعد مدى نظره، إلى أقصى أثره، كأنه موج في لجة، أو سيل في جدول.
[إنشاد جندل بن أبي بردة قصيدة أبيه]
ذكر أبو علي إنشاد جندل ابن الراعي بلال ابن أبي بردة قصيدة أبيه:
نعوس إذا درت جروز إذا غدت ... بويزل عام أو سديس كبازل
ع هذا بيت من القصيدة، وأولها:
تذكرت واستبكاك رسم المنازل ... بقارة أهوى أو ببرقة حائل
يقول فيها:
وضيف كفت جيرانها أو توكلت ... به جلدة من سرها أم حائل
نعوس إذا درت. جعلها أم حائل لأنهم يقولون إن اليمين مع المئناث. وتمدح الناقة: بأن تهمل عيناها وتضمز عند الحلب لأن الدرة تقرها، أي تدعها متحيرة. جروز: أراد كثيرة الأكل، أي إذا سرحت في المرعى. وبويزل: أراد أول بزولها. وأما البيت الذي سمى به الراعي فإن قبله:
ضعيف العصا بادى العروق ترى له ... عليها إذا ما أمحل الناس إصبعا