صعل كأن جناحيه وجؤجؤه ... بيت أطافت به خرقاء مهجوم
يعني الظليم والنعامة. والصعل: الدقيق العنق الصغير الرأس، يعني بيتا من وبر أو شعر لم تحسن هذه الخرقاء عمله، فاسترخت عيدانه وأطنابه. ومهجوم: ساقط مهدوم.
[وذكر أبو علي قول الأعرابي: والله ما أحسن الرطانة]
هذا يقوله أبو الذيال شويش الأعرابي العدوي، قال أنا ابن التأريخ، أنا والله العربي المحض، لا أرقع الجربان، ولا ألبس التبان، ولا أحسن الرطانة، وإني لأرسب من رصاصة، وما قرقمني إلا الكرم. قوله أنا ابن التأريخ يعني أنه ولد عام الهجرة. وإني لأرسب من رصاصة: يريد أنه أعرابي بدوى من أهل الوبر لامن أهل المدر ولا ساكني الأمصار، التي لا تكون إلا على الأرياف والأنهار، والأعرابي إذا قال قدمت الريف فإنما يريد الحضر. قال الأصمعي قيل لذي الرمة: من أين عرفت الميم لولا صدق من نسبك إلى تعليم أولاد العرب في أكتاف الإبل، فقال والله ما عرفت الميم إلا أني قدمت من البادية إلى الريف؛ فرأيت الصبيان وهم يجوزون بالفجرم في الأوق، وساق الحديث على ما ذكره أبو علي قبل هذا. وقوله ما قرقمني إلا الكرم: يعني أن أباه طلب المناكح الكريمة، فلم يجدها إلا في أهله، فجاء ولده ضاويا، ومنه الحديث اغتربوا لا تضووا، وقال الشاعر:
فتى لم تلده بنت عم قريبة ... فيضوى وقد يضوى رديد القرائب