للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتى لا ترى قدّ القميص بخصره ... ولكنّما توهي القميص كواهله

والعرب تتمدح بذلك وترى أن تمام زيّها وكما لأبّهتها في تقلّد السيوف ولبس العمائم. وقال الأحنف: لا تزال العرب عرباً ما لبست العمائم وتقلّدت السيوف ولم تر الحلم ذلاًّ. وكانوا يقولون: عمائم العرب تيجانها، وحباها حيطانها. وقال امرؤ القيس:

تجافى عن المأثور بيني وبينها ... وتدني عليّ السابريّ المضلّعا

وقال عنترة:

وسيفي كالعقيقة وهو كمعي ... سلاحي لا أفلّ ولا فطارا

والكمع: الضجيج. وقال أبو تمام في مثله:

عاتق معتق من الهون إلاّ ... من حمالات مغرم أو نجاد

للحمالات والحمائل فيه ... كلحوب الموارد الأعداد

وروى أبو تمام في شعر ابن الدمينة:

قليل قذى العينين تعلم أنّه ... هو الموت إن لم تصر عنّا بوائقه

وإن لم تسر عنّا بالصاد والسين. وقوله قليل قذى العينين: يصفه بحدّة البصر وبعد النظر فلا يمكن معه اختلاس ولا انتهاز فرصة. وروى أبو تمام أيضاً: فرافقته مقدار ميل وهو أحسن لقوله بعد:

وليتني على رغمه ما دام حيّاً أرافقه

فيتوازن اللفظ وتأتي فيه الصناعة التي تسمى الترديد.

وذكر أبو عليّ " ١ - ١٥٧، ١٥٦ "

خبر خلف الأحمر

<<  <  ج: ص:  >  >>