فلما رأت جد النوى ضامت النوى ... بنظرة ثكلى أكذبت كل كاشح
هذا البيت منسوب إلى جميل. وقوله ضامت النوى: أي أذلتها بنظرة ثكلى إشفاقها وتحزنها من هذا البيت أكذبت كل كاشح كان يزعم أنها تقليه وتضمر مثل ما تظهر فيه، وجعل النوى مضيمة كما جعلها أبو الطيب عاشقة في قوله:
ملام النوى في ظلمها غاية الظلم ... لعل بها مثل الذي بي من السقم
[ذكر أبو علي في حديث ديباجة المدينة: وكأن ثديها دبة.]
الدبة: هي التي يجعل فيها البزر، وقال مطرز الدبة هي الطبة وهي إناء من زجاج للزيت وغيره. وروى ابن عبد الرحيم: أن أعرابية دخلت على حمدونة بنت الرشيد، فلما خرجت سئلت عنها، فقالت: وما حمدونة؟ والله لقد رأيتها فما رأيت طائلا، كأن بطنها قربة، وكأن ثديها دبة، وكأن رأسها ركبة، وكأن شعرها مذبة، وكأن وجهها وجه ديك قد نفش عفريته يقاتل ديكا. وقال الأصمعي: سمعت أعرابيا يقول قبح الله النساء اللواتي كأن بطونهن حباب، وكأن ثديهن وطاب!.
وأنشد أبو علي لابن أحمر:
أرجى شبابا مطرهماً وصحة ... وكيف رجاء المرء ما ليس لاقيا