سل البانة الغيناء بالأجرع الذي ... به البان هل حيّيت أطلال دارك
وهل قمت في أظلالهن عشيّة ... مقام أخي البأساء واخترت ذلك
وهي مما اختار أبو علي وسينشدها بعد هذا " ٢ ٣٥، ٣٣ "، وبعضها من اختيارات أبي تمّام في الحماسة. وابن الدمينة هو عبد الله بن عبيد الله أحد بني مبشّر بن أكلب بن ربيعة بن عفرس بن خلف بن أقبل وهو خثعم يكنى أبا السريّ غلبت عليه أمّه الدمينة بنت حذيفة السّلوليّة شاعر إسلاميّ.
أنشد أبو علي " ١ - ٣٢، ٣١ " لأعرابيّ:
إذا وجدت أوار الحبّ في كبدي ... أقبلت نحو سقاء القوم أبترد
قال المؤلف: لم يختلف أحد أن هذين البيتين لعروة بن أذينة وأذينة لقب، واسمه يحيى بن مالك بن الحارث. وعروة هو الفقيه المحدّث الشاعر وكان شاعرً غزلاً مقدّماً من شعراء أهل المدينة وكان ثقة ثبتاً وروى عنه مالك وغيره. قال مالك حدثني عروة بن أذينة قال: خرجت مع جدّة لي عليها مشى إلى بيت الله الحرام حتى إذا كنّا ببعض الطريق عجزت فأرسلت مولى لها يسأل عبد الله بن عمر فخرجت معه فسأل عبد الله فقال له مرهاُ فلتركب ثم لتمش من حيث عجزت. وكان عروة شاعراً مجيداً ومن جلّة علماء المدينة. ووقفت عليه امرأة فقالت: أنت الذي يقال فيه الرجل الصالح وأنت تقول:
إذا وجدت أوار الحبّ في كبدي ... أقبلت نحو سقاء القوم أبترد