للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وشرف. وكان ميمون نزل الكوفة في بني عبد الله بن دارم فمات في الطاعون الجارف فتخلّف إبراهيم طفلاً فكفله آل خزيمة بن خازم فبهذا السبب صار ولاؤه لبني تميم. يكنى إسحاق أبا محمد وهو شاعر متقدم وعالم متفنّن وأحذق خلق الله بالغناء. وكان أبوه إبراهيم حاذقاً بالغناء شاعراً. وإبراهيم هو الذي يعرف بالموصلي لأنه لما بدأ يطلب الغناء بالكوفة اشتدّ عليه أخواله فهرب إلى الموصل فلما انصرف قال له إخوانه: مرحباً بالفتى الموصلي فجرت عليه. وقوله: قلت لها اقصري يقال قصر عن الشيء وأقصر فجاء به على قصر ورأيته بخطّ أبي عليّ في أماليّ ابن الأنباري اقصدي وعليه بخطّه اقصدي إلى قول الحقّ.

أنشد أبو علي " ١ - ٣٣، ٣٢ " لأعرابي شعراً منه:

أبتغي إصلاح سعدي بجهدي ... وهي تسعى جهدها في فسادي

ع أصل هذا المعنى لعمرو بن معدي كرب في قوله، وقد تقدّم إنشاده موصولاً ص ١٣

أريد حباءه ويريد قتلي ... عذيرك من خليلك من مراد

ثم تبعه الناس. فقال جميل:

ألا قم فانظرن أخاك رهناً ... لبثنة في حبائلها الصحاح

أريد صلاحها وتريد قتلي ... فشتّى بين قتلي والصلاح

وقال الحسين بن مطير:

ويا عجباً من حبّ من هو قاتلي ... كأني أجازيه المودّة من قتلي

ومن بيّنات الحبّ أن كان أهلها ... أحبّ إلى قلبي وعيني من أهلي

وينظر إلى هذا المعنى قول الأعشى، وهو مما سبق إليه أيضاً:

علّقتها عرضاً وعلّقت رجلاً غيري ... وعلّق أخرى غيرها الرجل

<<  <  ج: ص:  >  >>