للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلنا هلاّ قال من ذات ألّ فقال: أخرج التذكير على الشيء أو الأمر ومثل هذا جائز وهو كثير. قال الأسود بن يعفر:

إن المنيّة والحتوف كلاهما ... يوفي المخارم يرقبان سوادي

فذكّر كلاهما على أن المعنى أن المنيّة والحتوف شيآن أو أمران قال: ومنه قول رؤبة:

فيها خطوط من سواد وبلق ... كأنّه في الجلد توليع البهق

قال أبو عبيدة قلت لرؤبة: إن أردت الخطوط فقل كأنها، وإن أردت البلق فقل كأنه قال فضرب بيده على كتفي وقال كأن ذلك توليع في الجلد ع والحجّة لأبي على المجانسة لما سئل عنه ووقف عليه ما أنشده الكوفيون:

قامت تبكّيه على قبره ... من لي من بعدك يا عامر

تركتني في الدار ذا غربة ... قد ذلّ من ليس له ناصر

قالوا: إنما قالت ذا غربة لأن الياء في قولها تركتني ونحوه تكون ضميراً للذكر والأنثى وكذلك الكاف في قوله بارك فيك عند الوقف وكسرها في الوصل فرق ضعيف وهذا لمراعاة اللفظ وإن كان المعنى مؤنثاً، كما راعوا اللفظ في نقيض هذا وإن كان المعنى مذكّراً. قال معقل بن خويلد:

ولا يستسقط الأقوام مني ... نصيبهم ويترك لي نصيب

إذا ما البوهة الهوكاء أعيا ... فلا يدري أيصعد أم يصوب

فإنما قال الهوكاء لتأنيث البوهة ولا يجوز أن يقال رجل هوكاء. وكذلك قول

<<  <  ج: ص:  >  >>