وسينشدها أبو علي بعد هذا. وقال ابن المرزبان في كتابه في أخبار الشعراء أن أبا العتاهية زار بشّار بن برد. فقال له بشار: يا أبا العتاهية والله إنّي لأستحسن اعتذارك في البكاء إذ تقول:
كم من صديق لي أسا ... رقه البكاء من الحياء
فإذا تأمل لا مني ... فأقول ما بي من بكاء
لكن ذهبت لأرتدي ... فطرفت عيني بالرداء
فقال أبو العتاهية: ما غرفته إلاّ من بحرك وأنت المبرّ السابق حيث تقول:
وقالوا قد بكيت فقلت كلاّ ... وهل يبكي من الطرب الجليد
ع أول من نطق بهذا المعنى وديعة بن درّة جاهلي قديم قال:
لقد قيل من طول اعتلالي بالبكا ... أجدّك لا تلقي لعينيك قاذيا
بلى إن بالجزع الذي بين منشد ... وموبولة لو كان يلقى مداوياً
أخذه الحطئة فقال:
إذا ما العين فاض الدمع منها ... أقول بها قذى وهو البكاء
ثم أخذ المحدثون فحسّنوه منهم بشار وأبو العتاهية وخالد الكاتب في الأشعار المذكورة، ومنهم ابن أبي فنن فإنه قال: