للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وألين من مسّ الرخامات هكذا الرواية برفع وألين وهو الصحيح. فإن كان ألين صفة للبنان فهو معطوف على المسواك لأن البنان يورده وهو الوجه وإن كان صفة للشفة فهو معطوف على قوله البرد، ويكون المراد بألين فوها لأن الشفتين توصفان باللين والرقّة ويكره فيهما الجسوء والغلظ فإن كان أراد بألين البنان فقوله: بمارنه معناه ليّنه وكل لدن مارن. يقال: ما أحسن مرانة الثوب أي لدونته ولذلك قيل لما لأن من الأنف مارن فيقول: إن بنانها مضمّخ مطيّب. وإن كان أراد بألين الفم فإنه يعني بمارنه الأنف، وكانت نساء العرب تتلّغم بالطيب فتضعه على الأنف وما حوالي الفم قال ذو الرمّة:

تثني النقاب على عرنين أرنبة ... شمّاء مارنها بالمسك مرثوم

مرثوم أي ملطوخ كما يقال رثم أنفه إذا دقّه فأدماه. وقال هدبة:

تضمّخن بالجاديّ حتى كأنما الأنوف ... إذا استعرضتهن رواعف

وقد قرأه قوم وألين بالنصب عطفاً على عوارض فيكون على هذه الرواية يعني الفم لا غير. والرخامي نبت من ذكور البقل ينبت في الأرض الرخوة له عروق بيض تتبّعها الثيران فتحفر عنها تأكلها قال ابن مقبل: تظلّ الرخامى غضّة من مراده: وجمعه رخاميات واضطرّ فقال: رخامات. وهذا كما قالوا في أخريات أخرات قال أبو العيال:

إذا سنن الكتيبة صدّ ... عن أخراتها العصب

وأنشد ابن الأعرابيّ:

ويتّقي السيف بأخراته ... من دون كفّ الجار والمعصم

<<  <  ج: ص:  >  >>